وجه بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك السابق غريغوريوس الثالث لحام نداء الى الأحزاب اللبنانية حول أحداث الطيونة التي وصفها بالمأسوية الدموية الإجرامية، وقال: “أدمت قلوبنا جميعا وأدمت لبنان بأسره! العاصمة المدمرة بانفجار مرفأ بيروت وشمال لبنان وجبله وبقاعه وجنوبه وشرقه وغربه… وكل أبنائه وبناته… في لبنان وفي المهاجر…”
وأضاف: “الضحايا كل الضحايا هم إخوتنا وأهلنا ورفاق الوطن الواحد لبنان، والجرحى هم إخوتنا وأخواتنا وأمهاتنا ورفاق دربنا الوطني الطويل… أمام المآسي المثلثة: إنفجار مرفأ بيروت (4 آب) 2020؛ ومجزرة بلدة التليل – عكار (15 آب 2021)؛ وجريمة 14 تشرين الأول 2021… أركع أمام إلهي في صومعة إقامتي شرق صيدا، مصليا، مسترحما، متأملا، مفكرا، مجروحا في صميم نفسي وقلبي ومشاعري… ومن هذه الصومعة أرفع هذا النداء الوجداني، الاخوي، الوطني، اللبناني… وأتوجه به إلى الأحزاب الكبيرة في لبنان، بطوائفها وألوانها المتنوعة، وأدعوهم إلى وقفة لبنان الرسالة. وأدعو كل الأحزاب، وممثلين عنها لكي يجتمعوا معا في بيروت أمام تمثال شهداء لبنان الخالدين، ويشبكوا أيديهم معا، ويؤلفوا حلقة واحدة، ويقفوا دقيقة صمت وصلاة وتوبة وابتهال. وبعد ذلك ينشدون معا، بقلب واحد ونفس واحدة ونغم واحد ولحن واحد، النشيد الوطني اللبناني الخالد مرددين معا وبائتلاف أصواتهم كلنا للوطن! كلنا للبنان الوطن الواحد الوحيد لنا جميعا… وطننا كلنا أمس واليوم وإلى الأبد”.
وتابع: “أتوسل إلى رؤساء الأحزاب وإلى جميع أصحاب النوايا الصالحة أن يلبوا هذا النداء ويشكلوا لجنة لتنطيم هذه المظاهرة اللبنانية التاريخية، بحيث تكون انطلاقة رمزية لمئوية لبنانية ثانية… نعقد فيها العهود المشتركة لأجل بناء مستقبل لبنان الخالد بخلود أرزه الجميل، لأجل أبنائه وبناته اليوم، ولأجل أجيال الغد الواعد.. أرجوكم، أناديكم، أتوسل إليكم، ألا لبيتم ندائي الأخوي!”