توجه الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في خطابه امس الى الشارع المسيحي اكثر من توجهه الى “القوات اللبنانية”، في محاولة واضحة لمنع تحويل الصراع مع “القوات” الى صراع مع المسيحيين ما سيؤدي الى توجيه ضربة قاسية لحلفائه في الانتخابات.
لكن نصرالله اوصل رسائل متعددة في السياسة والميدان، معتبرا ان القوات اللبنانية تعمل على تأسيس هيكلية عسكرية وهذا سقف جديد في تعاطي الحزب مع القوات واظهارها كعدو حقيقي وليس كخصم سياسي.
رد نصرالله بخطاب “قوة” على حديث رئيس حزب القوات سمير جعجع الذي تحدث عن ٧ ايار مسيحية بعد احداث الطيونة، لكن نصرالله وضع ضوابط كبرى تحكم تحركه في الداخل اللبناني مشددا على انه ليس في وارد الذهاب الى حرب اهلية او حتى اشتباك داخلي لانه هدف اميركي.
استطاع نصرالله استيعاب جمهوره من خلال التأكيد على ان احداث خلدة تمت معالجتها من خلال الاجهزة الامنية التي اوقفت عددا كبيرا من المرتكبين الذين سيمثلون قريبا امام القضاء، ما يعني ان عدم القيام بأي ردة فعل بعد احداث الطيونة ستترافق مع توقيفات تقوم بها الدولة ويتابعها الحزب بشكل حثيث.
هذه التهدئة الميدانية والاهلية بالتزامن مع محاولات واسعة لتطمين المسيحيين، ترافقت مع تصعيد في الملف السياسي اذ ان الامين العام للحزب لم يوح باي استعداد لديه بالتنازل او القبول بأي حل وسط في قضية القاضي طارق البيطار ، اذ عاد وشدد على ان “الوقت انتهى” ويجب انهاء هذه القضية.
في السياسة اوصل نصرالله رسالة واضحة بدعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في مقابل تجاهل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ما فسره البعض بأنه رسالة سلبية للاخير لحثه على حسم خياراته في اكثر من ملف.
من الواضح ان نصرالله اراد القول انه سيذهب الى المواجهة السياسية حتى النهاية لكنه لا يريد اي مشكلة ميدانية، ما يوحي بأن اولوية اجراء الانتخابات النيابية لا تزال موجودة عند الحزب، كما ان الاصرار على كف يد بيطار لن تعني الذهاب نحو المجهول من وجهة نظره.