المواجهة بين “حزب الله” و”القوات” مستمرة على وقع مصير الانتخابات

24 أكتوبر 2021آخر تحديث :
المواجهة بين “حزب الله” و”القوات” مستمرة على وقع مصير الانتخابات
المحرر السياسي

في الشكل هو احتفال بذكرى المولد النبوي الشريف اعتاد “حزب الله ” تنظيمه سنوياً، لكن في التوقيت، فإن الإثنين الفائت، الذي تحدث فيه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله عن حادثة الطيونة، كان تاريخ ذكرى المولد التي لم يتطرق اليها السيد. ومن المستغرب أن إطلالات نصرالله أصبحت كثيرة وأسبوعية في الآونة الأخيرة.

احتفال جماهيري كبير أراد من خلاله الحزب بعد حادثة الطيونة أن يشاركه الجمهور في الإطلالة.

وهذا الجمهور انتظر طويلاً من السيد نصرالله مواقف نارية بعد مقابلة رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، إلا أن حساباته لم تكن على قدر التوقعات.

فقد خفف السيد من وطأة حماوة الجمهور المنتظر لساعات وتطرق الى كافة المواضيع الخارجية، من فلسطين الى البحرين الى اليمن وداعش والوحدة الإسلامية والمقاومة، لينتقل الى حادثة الطيونة، مؤكداً وجوب متابعة التحقيقات ومشيراً الى أنها جادة ودقيقة في الوقت الذي كان يشن حملة على القضاء بأنه مسيس مشيراً الى متابعة الأمور بحزم لمنع الاقتتال الداخلي والفتن.

ولم يتطرق نصرالله إلى الحكومة وعودة اجتماعاتها لا من قريب أو بعيد، ما يشير الى أن الأمور مجمدة بانتظار التحقيقات وما سيصدر عن القضاء، فيما جاءت إشاراته من باب ضرورة التفاوض مع صندوق النقد الدولي والأزمة الإقتصادية والمعيشية عبر أهمية إطلاق البطاقة التمويلية وتفعيلها والموافقة على مطالب الموظفين، لجهة بدل النقل وإحياء النقل العام المشترك للتخفيف من معاناة المواطنين. فخرج الجمهور من مكان الاحتفال خائباً بعد توقعه أن تكون نبرة السيد عالية السقف لتأجيجه في المواجهة، إلا أن العض على الجرح من “حزب الله” يبدو أنه لا يزال مستمراً.

الماكينة الإعلامية للحزب لا تزال تؤكد ان اعترافات الموقوفين في جريمة الطيونة كشفت عن توزع مجموعات الخميس في محيط الحادثة كانت تحمل سلاحاً، فيما إعلام “القوات اللبنانية” يشير الى أن الرصاص الذي قضى به بعض الشبان جاء من المتظاهرين.

وكشفت مصادر أمنية أن السيدة التي استشهدت في منزلها قتلت برصاص من المتظاهرين المسلحين، الذين أطلقوا النار عشوائياً، إضافة الى أن القناص الذي ورد اسمه بأنه من القوات وهو حاتم حاتم فتبين انه مقيم في قطر وليس في لبنان.

إذاً التحقيقات مستمرة في القضاء، حيث أشارت مصادر مطلعة لموقع “لبنان الكبير” الى أنه تم توقيف 20 شخصاً من طرفي الاشتباك حتى الآن، كما أن التحقيقات مستمرة أيضاً داخل المؤسسة العسكرية، وبإشراف قائد الجيش العماد جوزيف عون شخصياً، مع العسكريين الذين شاركوا في أحداث الطيونة من باب مهماتهم العسكرية. ويتم الاستماع الى افاداتهم ومنهم العسكري من فوج المغاوير الذي كان أول من أطلق النار باتجاه المتظاهرين لمعرفة الأسباب التي دفعته الى ذلك، وذلك لمنع تسريب أي معلومات مغلوطة واستخدامها في غير مكانها حتى الانتهاء من التحقيقات ووضوح الصورة، نظراً لحساسية الوضع الأمني وإمكانية إنزلاق البلاد الى ما لا تحمد عقباه، وربما هذا ما قصده السيد نصرالله في كلمته إذ إن الثقة مفقودة بالقضاء فيما تحدث في خطابه الأخير عن الثقة بالجيش والمؤسسة العسكرية.

ولا تزال التحقيقات جارية على تحليل مضمون الكاميرات التي كانت منتشرة في المنطقة، وهذا الأمر يتطلب وقتاً نظراً للتفاصيل الكثيرة التي رافقت هذا النهار في الشوارع التي شهدت الأحداث بين الطيونة وعين الرمانة وبدارو.

الأنظار تتجه الى استدعاء جعجع من مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي للاستماع إلى إفادته، وهو ما رفضه جعجع قائلاً: “إذا أراد التحقيق معي فعلى القاضي أن يستمع لأمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله قبلي” فيما علم أن مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات جمّد قرار عقيقي باستدعاء جعجع لمدة ثلاثة ايام.

وبانتظار انقضاء هذه الأيام لا تزال المواجهة بين “حزب الله” والقوات سياسية على وقع الانتخابات النيابية التي يبدو العمل جارياً بقوة على تطييرها في ظل معركة الحزب مع القضاء بكافة الوسائل وآخرها عبر أهالي الشهداء.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.

المصدر لبنان الكبير