الإنفاق الإنتخابي بدأ!

25 أكتوبر 2021آخر تحديث :
الإنفاق الإنتخابي بدأ!

كتبت زيزي إسطفان في نداء الوطن: 
 
بوسطة الانتخابات انطلقت تسابق كل البوسطات الأخرى، وأطلقت أبواقها معلنة نظرياً بدء الموسم الانتخابي. موسم ينتظره اللبنانيون كما كانوا ينتظرون في سنين الخير موسم الاصطياف أو مواسم الأعياد، لا للتعبير عن رغبتهم بالتغيير، بل للاستفادة مما تحمله الانتخابات من أموال تعيد تشغيل عجلة الاقتصاد ومحركاته وتضخ في جيوب اللبنانيين من جيوب المرشحين دولارات اشتاقوا إليها. ولكن هل يكبح الدولار كرم الحملات الانتخابية؟ وهل يكون المرشحون في زمن الشحّ غيرهم في زمن البحبوحة؟ أم أن من يسكر لا يعد الكؤوس؟

 
نقل المرشحين واجب”نداء الوطن” جالت على بعض أبواب الإنفاق الانتخابي ورصدت المستفيدين من هذا الموسم الذي يعيد ضخ الأموال في السوق الراكدة. يعتبر نقل الناخبين والمناصرين الى المهرجانات الانتخابية واللقاءات في خلال الحملة الانتخابية كما الى مراكز الاقتراع يوم الانتخابات موسماً مربحاً لمكاتب التاكسي وأصحاب الباصات والفانات وشركات تأجير السيارات على الرغم من أن بعضهم يرفض القيام بهذا الأمر خوفاً من تعرض باصاته أو سياراته للاعتداء او من الاصطباغ بصبغة حزبية او مناطقية.

وقد بدأ بعض المرشحين كما عرفنا من أحد أصحاب المحطات يحجزون كميات من البنزين. ولكن من يمكنه التكهن بالسعر الذي ستبلغه صفيحة البنزين في أواخر آذار موعد الانتخابات وكم ستبلغ معها كلفة نقل الناخبين؟الصورة بـ 3 دولاراتإنطلاقة الموسم الانتخابي تعيد الازدهار الى عمل المطابع الذي فقد أرضيته وبدأ يخبو مع انتشار الديجيتال. ويستمر العدّ واحتساب الكلفة لما ينفقه المرشحون المفترضون. فمن يمكن أن يتصور الانتخابات بلا قبعات وتيشيرتات تحمل صور المرشحين او شعارات الأحزاب أو بلا أعلام لبنانية او حزبية؟ هذه القطع التي كان يتم استيرادها سابقاً من الصين وطباعتها في لبنان باتت اليوم تحتاج الى ميزانية “حرزانة” من قبل المرشحين والأحزاب. ويبلغ سعر التيشيرت المستوردة من الصين حوالى 3 دولارات فيما الكاسكيت دولارين ونصف أما الطباعة على اي قطعة منهما فقد تصل الى 5000 ليرة وترتفع كلفتها إذا ما اضطر عمال المصنع المختص الى العمل “أوفر تايم” بسبب عجقة الطلبيات أو إذا كانت الطلبية تتطلب عملاً خاصاً مثل التطريز بدل الطباعة.عرس انتخابيومن أبرز النفقات المنظورة استئجار مكاتب انتخابية طوال فترة الحملة ويقول أحد أصحاب الشقق ممن اعتادوا تأجيرها للمرشحين أن المكاتب تؤجر لمدة تتراوح ما بين ثلاثة الى اربعة اشهر ولكن الدفع يتم لسنة كاملة او أقله ستة أشهر ويحتاج المرشح الى خمسة او ستة مكاتب حسب مساحة الدائرة التي يترشح عنها مع كل ما تتطلبه هذه المكاتب من مصروف يومي للعاملين فيها وتأمين المأكل والمشرب والقهوة ودفع نفقات المولد والكهرباء والبنزين لكل المندوبين الثابتين والجوالين يوم الانتخابات وما قبلها. ومع اسعار الإيجارات لا سيما في بيروت وارتفاع أسعار المولدات وكل السلع الأخرى من الماء الى البن والخبز يمكننا فقط ان نتخيل المصاريف التي يتكبدها كل مرشح لتأمين حضور له في منطقته من الجرد الى الساحل.
 
 

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.