ندعم حكومة ميقاتي وتأجيل الاستحقاق الدستوري يفاقم عوامل عدم الاستقرار

27 أكتوبر 2021آخر تحديث :
ندعم حكومة ميقاتي وتأجيل الاستحقاق الدستوري يفاقم عوامل عدم الاستقرار

عند أي محطة اقليمية – دولية تطرح الاسئلة سريعا عن دور روسيا في المنطقة لا سيما منذ اندلاع الازمة السورية ودخول روسيا المباشر إلى جانب الدولة السورية وصولا الى ادوارها السياسية ضمن مؤتمرات سوتشي وغيرها، ربطا بعلاقاتها الجيدة بالدول الخليجية ومصر وتركيا وايران. من هنا يقرأ المتابعون ان الفراغ الأميركي في المنطقة من البديهي ان تملأه روسيا التي تتقن فن المفاوضات مع الولايات المتحدة على وجه الخصوص، خصوصا في ما يتصل بالملف السوري وفق حماية مصالحها ووجودها في المتوسط. ومن هذا المنطلق تخشى على الوضع في لبنان لان اي تطور سلبي في لبنان سوف ينعكس سوءا على سوريا.

قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الاجتماع السنوي الثامن عشر لمنتدى فالداي، بمدينة سوتشي الروسية، رؤية جديدة للنظام العالمي ، فشكل خطابه تطويرا لفلسفته السياسية تحت عنوان التحفظ بالتفاؤل، فهو أشار الى تراكم المشاكل في العالم وضعف المجتمع الدولي ومؤسساته في ايجاد الحلول لها وان الظروف التي نعيشها تتطلب حماية سيادة الدولة. من هنا اعتبر بوتين ان روسيا تتمسك بالقيم التقليدية العائلية خلافا للدول الغربية التي تخرب العائلة التقليدية الامر الذي يستوجب ضرورة الابتعاد عن “الاضطرابات الاجتماعية والثقافية” لدى الغرب وهذا يعني وفق السفير الروسي السابق في لبنان الكسندر زاسيبكين لـ”لبنان24″ ان “الثورات تؤدي الى تعميق الازمة وليس تجاوزها وكان خطاب الرئيس بوتين غنيًا بالافكار البناءة والتحليل السياسي المقنع والاقتراحات الواقعية لترتيب التعاون الدولي الخاص بتجاوز التحديات انطلاقا من مصلحة كل دولة”.
إن خطاب الرئيس بوتين كان استراتيجيًا، يؤكد زاسيبكين، ومن الضروري دراسته بصفته رؤية روسية لحالة المجتمع الدولي المعاصرة وافق تطور الأوضاع العالمية اذ رسم خريطة الطريق لمواجهة التحديات، فبالاشارة الى تجربة روسيا التاريخية ركز بوتين على اهمية تأمين الاستقرار وظروف مريحة للتطور الاقتصادي الاجتماعي بعيدا عن التوترات والتقلبات والثورات، وهذه المبادىء، وفق زاسيبكين، لها اهمية خاصة للشرق الاوسط ويمكن اعتبارها مساهمة سياسية ملموسة لتوضيح الحالة التي تمر بها المنطقة وايجاد الحلول للنزاعات. لقد اجاب الرئيس بوتين على اسئلة المشاركين في الاجتماع وكانت بعض الاسئلة مفيدة ومهمة اذ استكملت مضمون خطاب الرئيس الروسي واتاحت الفرصة لتوسيع الحديث المبدئي. وكانت بعض الاسئلة الاخرى خارج سياق خطابه، كما يقول زاسيبكين، بما في ذلك السؤال عن الأوضاع في لبنان لأنه كان يتعلق قبل أي شيء بالشؤون الداخلية اللبنانية، وقال الرئيس بوتين إن روسيا لا تتدخل فيها وفي الوقت نفسه شدد على نقاط اساسية في ما خص الموقف الروسي المعروف لما يجري في هذا البلد ، وقد اتضح مرة أخرى أنه ملم جدا بالخصوصيات اللبنانية.وعليه، فإن الرئيس بوتين عرض وجهة نظره في موضوع مرفأ بيروت بشكل جيد، يقول بوتين، وكان من الواضح ان موضوع صور الأقمار الصناعية ليس مهما، عندما قال انا لا أفهم كيف يمكن ان تساعد الصور الفضائية في ذلك .هل لدينا بعض الصور؟.ومن الواضح، وفق زاسيبكين، ان السؤال عن الصور كان غريبا وكذلك الاسئلة عن المحقق العدلي القاضي طارق البيطار وحزب الله واحتمال الحرب الأهلية، واستغرب الكثير من الروس تلك الأسئلة وحاولوا الاستفسار عن الأمر ، خاصة وأن تأويلات كثيرة صدرت عقب المؤتمر حملت إجابات بوتين أكثر مما تحتمل، فذهب كل فريق سياسي في لبنان إلى تفسير كلام الرئيس الروسي وفق مصلحته وحساباته. وبعيدا عما ساد المؤتمر، يشدد زاسيبكين لـ”لبنان 24″ على أن روسيا تؤيد إجراء الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها وخاصة في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان لكي لا تتفاقم عوامل عدم الاستقرار، ومن أجل تجديد الحياة السياسية هذا فضلا عن الموقف الروسي الثابت من أهمية الحوار بين المكونات السياسية بعيدا عن أي نزاعات واحترام المؤسسات، ويقول السفير الروسي السابق في لبنان، ان موسكو تؤيد حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وتدعمها سواء لجهة التحضير لإجراء للانتخابات النيابية او لجهة تطوير التعاون مع الخارج بهدف تجاوز الأزمة الراهنة في لبنان. وردا على سؤال عن الطروحات الأميركية الجديدة في شأن ترسيم الحدود وفرضية ربط ملف الترسيم بتسهيل استجرار الغاز من مصر، يستبعد زاسيبكين مناقشة هذا الموضوع بغض النظر عما طرح خلال زيارة الموفد الأميركي لمتابعة ملف ترسيم الحدود آموس هوكشتاين ، قائلا : من الواضح ان موقف لبنان سيبقى ثابتا لانه يتعلق بسيادة الدولة اللبنانية ولا يظنن احد ان القيادة اللبنانية او الفئة السياسية أو اي مكون من المجتمع سوف يتراجع عنها.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.