حزب الله يدافع عن قرداحي.. وردّ عنيف من “المستقبل”

29 أكتوبر 2021
اعتبر فرنجية أن عون وباسيل يريدان استغلال أزمة قرداحي لضرب علاقاته بالخارج
اعتبر فرنجية أن عون وباسيل يريدان استغلال أزمة قرداحي لضرب علاقاته بالخارج
بعد الأزمة الدبلوماسية بين لبنان ودول الخليج العربي، التي سببتها تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي، ما أدى إلى تكاثر الدعوات لاستقالته أو إقالته، يبدو أن حزب الله “اضطر” للتدخل دفاعاً عن الوزير، أو تطويقاً لأي مسعى لإخراج قرداحي من الحكومة.
فقد أشاد حزب الله بما وصفه “الموقف الشجاع والشريف الذي اتخذه معالي وزير الإعلام الأستاذ جورج قرداحي، من موقعه الإعلامي والأخلاقي والوطني، دفاعاً عن شعب اليمن المظلوم، وتوصيفه للعدوان على حقيقته، باعتباره عدواناً أدى إلى سفك الدماء وقتل مئات الآلاف، وحصار شعب بأكمله تحت مخاطر الجوع والمرض”.

وفي بيان له ندد الحزب “بالحملة الظالمة التي تقودها السعودية والإمارات ومجلس التعاون الخليجي ضده، ويعتبرها اعتداءً على سيادة لبنان وحرية مواطنيه بالتعبير عن آرائهم ومواقفهم من دون خوفٍ أو تهديد، وابتزازاً مرفوضاً يطعن في كرامة كل لبناني”.

كما رفض الحزب  رفضاً قاطعاً أي دعوة إلى إقالة الوزير أو دفعه إلى الاستقالة، قائلاً في بيانه: “إننا نعتبر هذه الدعوات اعتداء سافراً على لبنان وكرامته وسيادته”.

وتابع البيان: “إن حزب الله يندد بشكل خاص بمواقف بعض السياسيين اللبنانيين المأجورين وضعاف النفوس، وكذلك ببعض الاعلاميين ووسائل الاعلام اللبنانية التي شاركت في هذه الحملة المدفوعة الثمن، ويعتبرها إهانةً صريحةً لمسيرة الاعلام اللبناني بمجمله، وسقوطاً أخلاقياً كبيراً وإساءةً خالصة إلى لبنان وشعبه وسيادته وكرامته الوطنية”.

كذلك، دان حزب الله القرار السعودي ضد مؤسسة “القرض الحسن”، واعتبره ‏”عدواناً على لبنان، وتدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية اللبنانية، وهو إنصياع ‏ذليل للإدارة الاميركية وخدمة بائسة لأهداف العدو الصهيوني”. ‏

وفي بيانه، أكد الحزب أن “هذا القرار المرفوض لا يقدم ولا يؤخر في عمل هذه ‏المؤسسة الإنسانية، التي كرست نفسها لخدمة الفقراء والمحتاجين وذوي ‏الدخل المحدود وعموم الشعب اللبناني”.‏

رد “المستقبل”
ورداً على بيان الحزب، أصدر تيار المستقبل بياناً مضاداً، جاء فيه: بعد ساعات على بيان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وإعلانه التبرؤ من الكلام المشين لوزير الإعلام جورج قرداحي بحق المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، أتحفنا حزب الله بمطالعة دفاعية عن الوزير المتذاكي، ضمنها هجوماً عنيفاً على المملكة ودول الخليج العربي.

لقد اعتاد اللبنانيون على هذه اللغة من حزب الله، بمثل ما اعتادوا على خروجه عن مقتضيات المصلحة الوطنية، وإصراره على وضع لبنان في خانة العداء لأشقائه، كرمى لعيون أولياء أموره في طهران.

إن حزب الله يعطي نفسه حقوقاً في تعطيل مجلس الوزراء وتعليق اجتماعاته والتلويح بمئة ألف مقاتل لخدمة الأجندة الايرانية، ويستكثر على بعض اللبنانيين الدعوة إلى استقالة وزير استعان بمواهبه الاعلامية لتعريض علاقات لبنان بأشقائه العرب لأشد المخاطر.

وأسوأ ما في بيان الحزب انه يتخذ من سيادة لبنان مادة للتحريض على بلدان الخليج مجتمعة، في ما هو يعرض سيادة لبنان يومياً للإهانة والخرق والتسيب، ويعتدي على سيادة دول وشعوب عربيّة، بالتكافل والتضامن مع الحرس الثوري الإيراني وأدواته المعروفة في سوريا والعراق واليمن والبحرين والعديد من دول المنطقة.

والأسوأ من ذلك أيضاً أنه يتباكى على الحريات الإعلامية والديموقراطية، فيما يعتبر النموذج الإيراني مثله الأعلى في عالم الحريات، أو بالأحرى في عالم القمع والانغلاق واستعداء الشعوب الحرة.

إننا في تيار المستقبل ندين بأشد العبارات تطاول الحزب على الأشقاء العرب وتعريضه مصالح لبنان للخطر من جديد، ونعتبر بيانه خروجاً كاملاً على الأصول وتعدياً على مقام رئاسة الحكومة وموقفها ومحاولة رخيصة لاختصار السيادة الوطنية بمواقف عشوائية صدرت عن مسؤول غير مسؤول في الدولة اللبنانية.

المصدر المدن