لم تعد دائرة جبيل-كسروان، ولاسباب كثيرة، تشكل” أمّ المعارك المسيحية”، بل انتقل الكباش الانتخابي الى دائرة اخرى في الشمال تضم عشرة نواب، هي دائرة الشمال الثالثة (البترون، الكورة، زغرتا وبشري).
دائرة الشمال المسيحية، كما يصطلح على تسميتها، تضم المرشحين الاساسيين او التقليديين للرئاسة الاولى، من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ،الى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وصولا الى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، حتى النائب المستقيل ميشال معوض الذي يرى البعض ان حظوظه جيدة .
يعمل معوض متحالفا مع” الكتائب اللبنانية” على تأسيس لائحة تحت عنوان المجتمع المدني قد تضم مجد حرب نجل النائب السابق بطرس حرب، ويطمح هؤلاء الى تحقيق نتيجة جدية في الدائرة تجعلهم يشكلون نواة كتلة المجتمع المدني في البرلمان المقبل.
تعتمد الكتائب على كتلة ناخبة وازنة في البترون يمكن لها في حال تحالفت مع حرب ان تضمن للائحة احد المقعدين المارونيين في الدائرة، في حين ان معوض يرغب بأن يضمن مقعده ايضا لتفضي تحالفات هذه اللائحة في الدوائر الاخرى الى ايصال نائب ثالث.
بدورها تعمل “القوات اللبنانية ” على تعزيز حصتها في هذه الدائرة، من ثلاثة الى اربعة نواب ، وهو امر سيجعلها القوة المسيحية الاقوى على الاطلاق في الشمال، لكن العقبة الاساسية التي تواجه معراب هذه المرة ليست “التيار الوطني الحر” بل المجتمع المدني الذي يستقطب من “صحن”القوات الشعبي.
اما” التيار الوطني الحر” فيبدو ان اقصى طموحاته الحفاظ على نائبين في الدائرة، علما ان بعض خصومه يسوقون لفكرة خسارة جبران باسيل، لكن في الواقع فإن هذا الامر شبه مستحيل بناء على ارقام الانتخابات السابقة.
يعتبر “التيار “ان هذه الدائرة هي من اصعب الدوائر والحفاظ فيها على عدد مقاعده يعني انه يخطو خطوة جدية للحفاظ على كتلة نيابية وازنة، علما ان المعركة في دائرة الشمال المسيحية لها امتدادات اخرى، مرتبطة بمعركة المرشحين للرئاسة.
يبقى” تيار المردة” الذي سيحظى بدعم جدي من “تيار المستقبل” في حال تم الاتفاق نهائيا على تحالفهما، الامر الذي سيمنح فرنجية اصواتا سنية جدية في قضاء الكورة ليعيد تحصين واقعه النيابي، من دون ان يتضح بعد موقع الحزب القومي في الدائرة في حال تحالف “المردة” مع “المستقبل”.