المصلحة اللبنانية في الحضن العربي ما بين التوازن والانهيار!

31 أكتوبر 2021
المصلحة اللبنانية في الحضن العربي ما بين التوازن والانهيار!

تتفاقم حدّة الأزمة الديبلوماسية التي تعصف بالعلاقة بين لبنان ودول الخليج عموماً والمملكة العربية السعودية خصوصاً، الأمر الذي يطرح العديد من الإشكاليات السياسية المُرتبطة بموقع لبنان وموقفه الرسمي كما يطرح أسئلة اخرى متعلقة بواقع الانهيار الاقتصادي والمالي والمعيشي الذي يسيطر عليه منذ حراك 17 تشرين حتى اليوم.في الساعات الماضية برزت عبارة “ضرورة تعايش لبنان وانفتاحه على محيطه العربي” بشكل لافت من قبل العديد من المسؤولين والمحللين السياسيين والاعلاميين، لكن، وبعيداً عن تكرارها، ماذا يعني إندماج لبنان بمحيطه وهل من الممكن أن يعيش بعيداً عن الحضن العربي؟في الواقع، لا يستطيع لبنان أن يُقحم نفسه في أي صراع عربي – عربي او أن يقف طرفاً داعماً لدولة عربية ضدّ أخرى، بل هو مضطر للحفاظ على علاقته مع البلدان العربية بشكل متوازن من دون الخوض في معارك الاصطفافات الكبرى، خصوصاً وأن واقع لبنان الاقتصادي التقليدي، أو أقلّه ما بعد مرحلة الحرب الأهلية، أصبح هشاً الى حدّ كبير، وبالتالي فإن هذه الهشاشة تجعله بحاجة الى جرعات الدعم العربية بمجملها وعلى كافة المستويات.مما لا شك فيه أن المرحلة السابقة والتي شهدت انقسامات وتوترات في المنطقة العربية انعكست أيضاً على الداخل اللبناني، إذ إن كل طرف اتخذ جهة في الصراع وسعى لدعمها والدفاع عنها، لكن ذلك لا يجب أن يشمل الموقف الرسمي اللبناني الذي حافظ الى حد ما على حياديته خلال السنوات الماضية.استطاع لبنان على مدى أعوام طويلة أن يتمسّك بالتوازن في علاقته مع سائر الدول المحيطة، وحافظ على انسجامه مع المواقف العامة لجامعة الدول العربية ما جعله قادراً على بناء علاقات وطيدة مع كافة الأطراف، حتى أن العلاقة مع الدولة السورية والتي تراجعت نسبياً خلال سنوات الأزمة بدأت تعود تدريجياً الى سابق عهدها حيث بات لبنان بحاجة الى عمقه السوري للاستفادة الاقتصادية والتبادل التجاري واستجرار الكهرباء والغاز من مصر والأردن عبر سوريا.لبنان بلد ذو وجه عربي، وبالتالي فهو يدرك تماما ان انسلاخه عن الحضن العربي امر غير ممكن، وبعيداً عن العبارات الشعرية والكليشيهات، فإن مصلحة لبنان بلا شك مع دول الخليج، اذ لا يمكن أن تستقيم أحواله الا بمساندة عربية تمكنه من تخطّي أزمته الاقتصادية، ولعلّ هذه الأزمة، وليست الاولى، ستكون عابرة، لا سيما وان الحكومة اللبنانية تعي جيدا أهمية الحفاظ على متانة العلاقات مع الدول العربية ومع المملكة العريية السعودية على وجه التحديد، ما سيجعلها حتماً تقوم بخطوات جدية لاستعادة الثقة العربية وتعزيزها بما يؤمّن للبنان امانه واستقراره الداخلي.

المصدر:
لبنان 24