واشنطن و”حزب الله”.. كباش الانتخابات المقبلة

31 أكتوبر 2021
واشنطن و”حزب الله”.. كباش الانتخابات المقبلة

يرى بعض المحللين ان الانتخابات النيابية المقبلة ستكون من اهم الانتخابات التي حصلت في تاريخ لبنان، اذ ان التداعيات السياسية التي قد تنتج عنها ستؤثر على الواقع السياسي للبلاد لسنوات طويلة، ولذلك فإن قوى كثيرة، اقليمية ودولية ومحلية تراهن عليها.ترى واشنطن ان اولى الضربات التي يمكن توجيهها لحزب الله في الداخل اللبناني هي حصاره السياسي، اي اضعاف حلفائه وسلبه الاكثرية النيابية مما سيعني ان مسار اخراجه من المؤسسات الدستورية قد بدأ.لا يريد الاميركيون اضعاف “حزب الله” بالضربة القاضية، فهم يعرفون انهم غير قادرين على ذلك بل يسعون الى تحقيق نتائج على المدى الطويل، من خلال عزل الحزب سياسيا واضعاف قدرته التأثيرية على الواقع المؤسساتي، في مجلس النواب وفي الحكومة.لا شك بأن خسارة الحزب للاكثرية سيشكل انتصارا اميركيا، اقله لانه يعيد الحزب لما قبل العام ٢٠١٨،  ويمهد لاعادته الى ما قبل “اتفاق الدوحة” بالتوازنات التي ارساها واستفاد منها الحزب بشكل كبير من خلال حكومات الوحدة وقوانين الانتخابات.هزيمة حلفاء الحزب وخفض نسبة الاقتراع في الساحة الشيعية هي الاهداف العامة للاميركيين، اضافة الى وصول كتلة صغيرة من المستقلين او كوادر المجتمع المدني الى البرلمان.في المقابل يسعى الحزب، او سيسعى الى الحفاظ على اكثريته النيابية، وهذا بحد ذاته سيعطل مفاعيل الضغوط الاميركية ، ويعيد خلط الاوراق، ويكرّس دور الحزب كقوة سياسية فاعلة في المؤسسات الدستورية، ما قد يدفع جميع الاطراف الى تسوية بعيدة عن منطق الضغوط القصوى.الحفاظ على الاكثرية يتطلب من الحزب دعم حليفه المسيحي، اذ انه نقطة الضغف الاساسية في “تحالف الثامن من اذار”، وبالتالي فإن تمكن التيار الوطني الحر من ايصال كتلة نيابية وازنة سيعني ان حصار الحزب وطنيا قد فشل وسلبه الاكثرية كذلك، من هنا يؤكد الجميع ان المعركة الاساسية ستكون على” الساحة المسيحية”.