انهى عهد الرئيس ميشال عون امس سنته الخامسة ليبدأ السنة الاخيرة في ظل الانهيار الاقتصادي والمالي الكبير الذي يمر به لبنان وفي ظل ازمات سياسية متنوعة ومتعددة وفوضى مجتمعية من غير المعروف كيف ستنتهي ومتى.
السؤال الاساسي اليوم يتمحور حول خطط الرئيس عون وطموحه، وهل يسعى الى انهاء عهده افضل مما بدأه كما يصرح دائما، ام ان هذا الامر بات في دائرة المستحيل؟ وما هي البدائل السياسية المتاحة لعون وللعونيين؟
لا يبدو ان الرئيس عون مقتنعا بشكل جدي بأن عهده سينتهي افضل مما بدأ. هذا الامر، وبالحسابات المنطقية غير قابل للتحقق، لكن من وجهة نظر عونية فإن تهشيم الطائف والتأسيس لنظام جديد سيكون نقلة ايجابية في الحياة السياسية في لبنان.
من هنا، فإن وضع لبنان على سكة التسوية الشاملة قد يكون هو مقصد عون في تصريحاته، وهذه التسوية لن تكون تسوية مرحلية او آنية بل ستكون جذرية تطرح اصل النظام السياسي والاقتصادي، وهذا وحده يشكل ايجابية من وجهة النظر العونية.
لكن العهد فعليا يمر في اشهره الاخيرة، ولم يعد امام عون سنة كاملة، اذ ان الانتخابات النيابية المقبلة ستكون حدا فاصلا بين عهد عون والعهد الجديد الذي ستبدأ المعركة عليه بعد الاستحقاق النيابي فورا ، لانه يحتاج الى تسويات واتفاقات داخلية وخارجية.
هكذا يصبح الانجاز في العهد الحالي مستحيلا، وحتى الذهاب الى التسوية الشاملة المرتبطة ايضا بالمفاوضات الاقليمية لن تكون متاحة خلال الاشهر القليلة المقبلة نظرا للاولويات السياسية في المنطقة والتي لا يقع لبنان في رأسها.
يعرف اركان العهد ذلك جيدا، لذا ظهرت وبشكل فاقع محاولات اعادة تعويم “التيار الوطني الحر” في الاشهر الاخيرة من اجل تحسين شروطه السياسية ،ولهذا كان الاصرار على الثلث المعطل ومن ثم الاصرار على تعديلات معينة في قانون الانتخاب.
يريد العهد تحسين شروط رئيس التيار جبران باسيل، ليتمكن من تحقيق مكاسب قبل المعركة الرئاسية المقبلة، من زاوية انه اذا لم يكن مرشحا جديا فيها فسيتمكن ،على الاقل، من خوض مفاوضات متوازنة مستندا الى اوراق قوة، وهذا ما يحاول العهد تحصيله.