الإتصالات بخطر

4 نوفمبر 2021
الإتصالات بخطر

كتب خالد أبو شقرا في نداء الوطن: وضع قطاع الاتصالات “مزرٍ”، كلمة لوزير الاتصالات جوني قرم تختصر المشهد.

فهو كغيره من القطاعات يعاني بشقّيه “الخلوي” و”الأرضي” من انعدام القدرة على تأمين مادة المازوت وقطع الغيار لتشغيل السنترالات والمحطات.

الأمر الذي أرخى بثقله على كاهل المواطنين، فارضاً حلاً من اثنين: إما زيادة التعرفة، وإما تسيير القطاع على الدعم “الأعرج” حيناً، و”الحسنات” حيناً آخر، وبالتالي لحاقه بركب قطاع الكهرباء.

المشكلة الآنية تنقسم إلى شقين:

الأول، يتعلق بشركتي الخلوي اللتين استردتهما الدولة، وقيدت إدارتيهما بالمادة 36 من قانون موازنة العام 2020. حيث تنص المادة على التالي: “خلافاً لأي نص قانوني أو تعاقدي آخر، وباستثناء الرواتب، تلزم الشركات المشغلة لقطاع الخلوي بتحويل الايرادات الناتجة عن خدمات الاتصالات الخلوية والمحصلة، إلى حساب الخزينة لدى مصرف لبنان يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع.

على أن تحدد آلية دفع المبالغ التي تتوجب على الخزينة لصالح تلك الشركات من بدل إدارة ونفقات وأعباء ومشتريات وخلافه، تتحملها الشركات في مجال عملها. بموجب قرار يصدر عن مجلس الوزراء بناء على اقتراح وزير المالية والاتصالات”.

هذه الآلية البطيئة والتي تهدف إلى الحد من الهدر، لم تعد تتلاءم مع واقع انقطاع الكهرباء لأكثر من 22 ساعة في اليوم وحاجة الشركتين للسرعة في تأمين المازوت.

وقد تفاقمت المشكلة أكثر بعد رفع الدعم عن المازوت وطلب منشآت النفط التي تتعامل مع الشركتين التسديد بالدولار، بما يخالف قواعد وأصول المشتريات في المؤسسات الحكومية.

الثاني، يتعلق بشركة أوجيرو التي ما زالت تسعيرتها محددة بالليرة اللبنانية وعلى أساس سعر صرف 1500 ليرة للدولار فيما تسدد جزءاً كبيراً من تكاليفها بالدولار النقدي.

ومن هذه الأعباء: تسديد سعر المازوت لتشغيل السنترالات على المولدات لساعات طويلة في ظل عدم توفر الكهرباء، شراء قطع الغيار من الخارج، والتسديد للمشغلين الدوليين بالدولار النقدي.

الامر الذي دفع مؤخراً إلى طلب نقل اعتماد على القاعدة الاثنتي عشرية لتأمين الاموال اللازمة لشراء المازوت وتأمين حاجاتها من قطع الغيار.

يهدّد بتفاقم الانهيار

في الحالتين “المشكلة كبيرة”، بحسب عضو لجنة الاعلام والاتصالات النيابية النائب عماد واكيم.ومن الحلول أيضاً اتخاذ اللجنة في اجتماعها مع الوزير قراراً بزيادة التعرفة على الاتصالات الدولية وعلى خدمة “الرومينغ”، لان الشركات الأجنبية مقدمة الخدمات تحاسب الشركات بالعملة الاجنبية.

وبرأي واكيم “من المفروض تأمين متطلبات القطاع وإبقائه شغالاً ليس فقط حفاظاً على تواصل المواطنين بين بعضهم البعض، إنما حماية لما تبقى من قطاعات انتاجية وخدماتية تعتمد بشكل كبير على الاتصالات”.

بحالة انحلال

على الرغم من كل الإجراءات يبقى “قطاع الاتصالات بحالة انحلال”، يقول النائب زياد حواط، و”المحافظة عليه تتطلب إجراء من اثنين: إما الاستمرار بدعم الأكلاف، وهذا خارج قدرة الدولة ويؤثر بشكل مباشر على استمرارية القطاع وتأمينه أفضل الخدمات، وإما زيادة التعرفة وهذا خارج قدرة المواطنين، خصوصاً في ظل انهيار القدرة الشرائية وعدم تقديم أي بدائل جدية لمساعدتهم على الصمود”.

وعلى هذا المنوال سيبقى القطاع الذي كان يُدخل على الدولة مبالغ هائلة قدرت في سنوات قبل الأزمة بـ1.3 مليار دولار “يعس” تحت “رماد” الانهيار النقدي.

وقد تراجعت مداخيله في العام 2020 إلى أقل من 100 مليون دولار لا تكفي لدفع الرواتب ونفقات التشغيل والصيانة.

المصدر نداء الوطن