بقي الترقب سمة الموقف الداخلي في انتظار ان تنضج الاتصالات لعودة انعقاد جلسات مجلس الوزراء، بالتوازي مع ايجاد حل لازمة العلاقة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج ينطلق من مخرج استقالة وزير الاعلام جورج قرداحي.
وكتبت”النهار”: غداة عودة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من غلاسكو وإطلاقه موقفاً بارزاً سعياً إلى حل يحتوي عاصفة الازمة المتصاعدة بين لبنان والدول الخليجية، بدا واضحاً ان تداعيات الانسداد في معالجة هذه الازمة ارتدت على البيت الحكومي وباتت تتهدد الحكومة بمزيد من الشلل والعلاقات بين شركائها بمزيد من التباينات والانقسامات. ذلك ان المواقف التي أعلنها ميقاتي أول من أمس من السرايا وكان محورها دفعه نحو استقالة طوعية لوزير الاعلام جورج قرداحي والتي رفضت فوراً على لسان قرداحي نفسه و”حزب الله” أدت إلى إعادة الوضع الحكومي برمته إلى نقطة الصفر، أي إلى ما قبل لقاءات غلاسكو بحيث كان تعطيل جلسات مجلس الوزراء بسبب مسألة مطالبة الثنائي الشيعي بتنحية المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت، وبعدها بسبب احداث الطيونة، قد شلّ الحكومة فجاءت مسألة التداعيات السعودية والخليجية لتصريحات قرداحي لتفاقم الشلل الحكومي. والجديد الذي اثاره صدّ طروحات ميقاتي في الساعات الأخيرة، ان شبح ازمة استعصاء الحل او التسوية، تضخم وصار الأولية الأشدّ الحاحاً لتجنب انزلاق البلاد نحو متاهات جديدة ومحدثة من تجارب التعطيل تحت وطأة احتمالين كلاهما سلبي: الأول تسليم رئيس الحكومة او بالأحرى الاستسلام لواقع يحول الحكومة التي بالكاد أقلعت عندما شلتها مقاطعة الثنائي الشيعي إلى حكومة تصريف اعمال إذا ارتضى التعايش طويلا مع معادلة شل مجلس الوزراء والحؤول دون انعقاده الا بالرضوخ لشروط رافضي طروحاته الشركاء الحكوميين. والثاني تصاعد الانقسامات إلى حدود تفتق تداعيات جديدة داخل الصف الحكومي ربما تؤدي إلى استقالتها كلا. ومع ان تبين الخط البياني للمأزق الحكومي يحتاج إلى أيام في ظل معرفة الاتجاهات الحاسمة للقوى المعنية والمنضوية داخل الحكومة، فان المعطيات التي أمكن تلمسها أمس من دوائر الرئاسات الثلاث والقوى السياسية الأخرى بدت متشائمة للغاية حيال إمكانات التوصل إلى مخرج قريب. ولعلّ المفارقة الناشئة عن هذه المعطيات هي في تأكيدها ان لبنان الرسمي بات يتخبط في تداعيات مؤذية لمسار تصعيدي مزدوج خارجي مع انعكاسات العاصفة الخليجية وداخلي مع انعكاسات الازمة الحكومية الناشئة.
وكتبت” البناء”: بعدما تعثر «طريق الحل» الذي وضعه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في سوق التداول السياسي فور عودته إلى بيروت، والذي تضمن استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي طوعاً، أو بالإقالة عنوة، في مجلس الوزراء، بدأ البحث بحسب ما علمت «البناء» في مخارج أخرى بديلة عن اقتراح ميقاتي، بعدما رفض حزب الله ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية طرح الإقالة طالما أنه لن يحل الأزمة مع دول الخليج ولن يوقف الإجراءات التصعيدية التي اتخذتها المملكة، ولن يعيد العلاقات إلى طبيعتها مع دول الخليج. ولذلك فإن الجمود القائم أفضل من أي خطوة تطيح بالحكومة وتحولها إلى تصريف أعمال مبكر، بالتالي الإطاحة بالإصلاحات والتفاوض مع صندوق النقد الدولي وبعملية النهوض الاقتصادي في ظل تعذر تأليف حكومة جديدة فيما تبقى من هذا العهد، وقد تبقى الحكومة الحالية إلى ما بعد نهاية العهد إذا تعذر انتخاب رئيس للجمهورية وتطيح بطريقها باستحقاق الانتخابات النيابية، ما يضع البلاد أمام حالة من الفراغ السياسي والدستوري وتفاقم الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي ستؤدي بدورها إلى فوضى أمنية وندخل إلى مرحلة هي الأسوأ منذ الطائف حتى اليوم.
وعلمت «البناء» أن «الرئيس بري يجري مروحة مشاورات مع حزب الله بالدرجة الأولى لبلورة رؤية للحل ينقلها إلى ميقاتي وعون، لكن على قاعدة احترام السيادة الوطنية». ومن ضمن الحلول البديلة للاستقالة، حل أزمة المحقق العدلي في تفجير المرفأ طارق البيطار انطلاقاً من مبادرة البطريرك الماروني مار بشارة الراعي التي وافق عليها الرئيس بري، وهذا ما بدت مؤشرته من خلال قرار محكمة الاستئناف كف يد المحقق العدلي الحالي بعد دعوى مخاصمة الدولة التي قدمها رئيس الحكومة السابق حسان دياب، وبعد ذلك يعود وزراء حركة أمل وحزب الله إلى الحكومة وتجري مناقشة عدد من الملفات الخلافية كموضوع استقالة قرداحي وإلى حينه يكون ميقاتي قد بلور رؤية ما بالتفاهم مع عون وبري لملاقاة الجهود الأميركية – الفرنسية في هذا الإطار».وكتبت” الديار”: الشلّل الحكومي سيستمر إلى حين إيجاد مخرج لهذه الأزمة مما يعني مواجهة بين الرئيس ميقاتي وداعمي الوزير قرداحي خصوصًا بعد جرعة الدعم التي تلقاها الرئيس ميقاتي من الشخصيات التي قابلها في قمة غلاسكو والتي تمّ ترجمتها في تصريح «عالي النبرة» لميقاتي بعد لقائه الرئيس عون حيث قال «من يريد التعطيل فمكانه ليس في مجلس الوزراء» في مقابل رفض قرداحي الإستقالة.وكتبت” اللواء”: اشارت مصادر سياسية إلى ان مسار معالجة الازمة المستجدة مع المملكة العربية السعودية، يميل نحو تخفيف منسوب التصعيد السياسي، وانتهاج اسلوب التبريد المتدرج والاستيعاب، وصولا الى حل المشكلة التي تسببت بها مواقف وزير الاعلام جورج قرداحي وما تبعها من ردود فعل ومواقف متلاحقة بهذا الخصوص.وكشفت المصادر أن التفاهم على انتهاج اسلوب التبريد والاستيعاب، تم الاتفاق عليه في اللقاء الذي جمع بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي امس.وأبلغت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أنه لم يسجل أي جديد على صعيد معالجة الأزمة مع دول الخليج وليس هناك إلا سلسلة اتصالات تتم وفق خارطة الطريق التي أطلقها الرئيس ميقاتي. واعتبرت المصادر أنه في حال نجحت الاتصالات لتأمين جلسة الحكومة فإن مناخ التفجير قد يكون طاغيا ولذلك فإنه من الأفضل تأمين اجواء توافقية قبيل أي جلسة حكومية. وكتبت ” نداء الوطن”؛ كشفت معلومات موثوق بها أنّ ميقاتي لا يزال على موقفه الرافض لخضوع الحكومة لسياسة “الابتزاز والتهديد”، لكنه، بالتوازي مع قراره عدم الاستقالة، يلوّح بلجوئه إلى خيار الاعتكاف في حال استمر “حزب الله” على موقفه الرافض لانعقاد مجلس الوزراء.