يتوقع عدد من المعنيين ان يستمر الاشتباك السياسي الحاد في لبنان الى ما بعد الانتخابات النيابية المقبلة، لان جميع الاطراف يرغبون بشد العصب واعادة ترميم واقعهم الشعبي، وهذا غير ممكن من دون رفع سقف الخطاب السياسي.حتى ان البعض يذهب ابعد من ذلك، ليعبّر عن مخاوفه من ان احداثا مثل كمين خلدة واشتباك الطيونة قد تتكرر مع اقتراب موعد الاستحقاق النيابي، الامر الذي يتزامن مع الانهيار الاقتصادي والمالي والتوترات المذهبية المتمددة في المناطق.من هذا المنطلق سيُرفع الكثير من العناويين التي تفيد هذا الطرف او ذاك في شد العصب خلال المهلة الفاصلة عن موعد الانتخابات، وبالتالي فان بعض الملفات الشائكة لن تجد طريقها للحل قبل صدور النتائج.فالانهيار المعيشي قد يكون أحد أهم العناويين التي سيعمل اطراف كثيرة على استغلالها لتعزيز واقع الشريحة الشعبية المعارضة للاحزاب والسلطة السياسية، لذلك، وان كان القرار الدولي يقضي بوقف الانهيار، الا ان بدء مسار الانقاذ لن يكون متاحا قبل الانتخابات، من منطلق الاعتبار ان البدء بتحسين الواقع المعيشي قبل الانتخابات النيابية المقبلة سيعطي القوى السياسية حجة قوية وخطابا انتخابيا متينا يمكنها عبره اعادة تمتين واقعها الشعبي والنيابي.اضافة الى الازمة الاقتصادية لا يبدو ان التحقيق في انفجار المرفأ سيكون على موعد مع الخواتيم السعيدة، اقله قبل الانتخابات النيابية، اذ ان الطرف الراغب بتحقيق نتيجة في مواجهة المتهمين تواجهه قوى رافضة لهذا الامر، مما عطل التحقيق وسيعطله في الاتي من الايام.حتى العناوين التفصيلية المرتبطة باستعادة العلاقة الودية مع سوريا او حتى تحسين العلاقات عموما مع دول الخليج وترسيم الحدود وغيرها، لن تكون لقمة سهلة، الامر الذي سيطرح مسألة التسوية الكبرى في لبنان بعد معرفة التوازنات بعد الانتخابات.
المصدر:
لبنان 24