بالرغم من أن بعض المؤشرات والاجواء السياسية والامنية توحي بأن امكانية تأجيل الانتخابات النيابية باتت عالية جدا، الا ان القوى السياسية المحلية تؤكد في تصريحات قيادييها وفي بياناتها الرسمية انها تؤيد اجراء الاستحقاق النيابي في موعده.
وعلى رغم شبه الاجماع على تضرر القوى السياسية شعبيا بعد تحركات تشرين وبعد الانهيار الاقتصادي الحاصل، الا انها لا تزال تدعم بشكل كبير وفعلي حصول الانتخابات في موعدها .
وفي هذا السياق ، يبدو “حزب الله” من اشد المؤيدين لحصول الانتخابات النيابية، وبغض النظر عن نتيجتها العامة ومصير الاغلبية النيابية، الا ان الحزب يجد ان الانتخابات ستعيد تكريس شرعيته الشعبية ما يساهم في تعزيز حجته السياسية والاعلامية، ويضع حدا لمحاولات خصومه النيل منه في ساحته على الاقل، وهذا الامر ينطبق ايضا على حركة أمل ولو بنسبة اقل.
اما “القوات اللبنانية”، فتراهن على تحقيق تقدم على المستوى الشعبي ان لم يكن على المستوى النيابي، وفي اقل تقدير يمكن للانتخابات ان تضعف خصم القوات الاساسي، اي” التيار الوطني الحر” ، وهذا ما تعتبره” القوات” تقدما سياسيا يعيد خلط الاوراق على الساحة المسيحية.
كذلك “الكتائب اللبنانية” تراهن على المسار التراكمي الذي بدأته منذ ١٧ تشرين الى جانب تحالفاتها الجديدة التي مكنتها من تعزيز واقعها الشعبي ما قد ينعكس على المستوى النيابي، لذلك فقد تكون الكتائب من اكثر القوى السياسية انتظارا للانتخابات.
اما” التيار الوطني الحر” و”تيار المستقبل”، فقد يكونا من اكثر الاحزاب ترددا في شأن الانتخابات النيابية، لكن وبالرغم من ذلك فهما قادران، من وجهة نظرهما، على تحقيق نتائج جيدة نسبيا، تضع حدا للهجمة الاعلامية التي يتعرضان لها، والمبنية على فكرة الاضمحلال الكامل لقدرتهما الشعبية.وعليه قد تكون الانتخابات النيابية مخرجا جيدا وحصولها افضل من عدمه بالنسبة لهذين التيارين.
بدوره يؤيد الحزب الاشتراكي بشكل علني حصول الانتخابات النيابية، فهو وبالرغم من بعض التحديات، الا انه لا يزال المسيطر على قواعده الشعبية والاقدر على التعاطي معها واستقطابها وتحديدا على الساحة الدرزية.
في المجمل ترى القوى السياسية ان اجراء الانتخابات اليوم افضل من اجرائها غدا، خصوصا ان لا افق لحل الازمة الاقتصادية والمالية في المدى المنظور، وعليه فإن الاستنزاف الشعبي، وان وقع، فهو سيتزايد مع تزايد الانهيار، وبالتالي فإن التأجيل قد يكون مضرا حتى بحسابات الربح والخسارة.