ماذا نجني من التعطيل إلا المزيد من الانهيار؟

7 نوفمبر 2021
ماذا نجني من التعطيل إلا المزيد من الانهيار؟

 ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت.
 
بعد الإنجيل، ألقى العظة الدينية. وفي الشأن المحلي قال: “ما حصل في الآونة الأخيرة في بلدنا الحبيب لا يدل على أي نوع من أنواع المحبة، ولا عمن يصون هذه المحبة التي عرف بها لبنان، منذ نشأته، تجاه جميع أبناء العالم، القريبين منهم والبعيدين، يحترمهم ويحترمونه. فهل يعقل، في بلد المحبة، الذي وطئت أرضه قدما المسيح، إله المحبة والسلام، أن تعلق لافتات مسيئة للبشر، كائنا من كانوا؟! وأن يطلق للألسنة العنان؟ هل يعقل أن تحاك على أرضه سيناريوهات حاقدة لا يجني منها لبنان سوى الخراب والأزمات، الواحدة تلو الأخرى؟ هل يعقل لوطن غسان تويني وفؤاد بطرس وشارل مالك وفيليب تقلا وشارل حلو وجان عبيد، وغيرهم من رجالات المدرسة الديبلوماسية اللبنانية العريقة، أن يمسي وطنا معزولا عربيا ودوليا بسبب تصريحات وأفعال لا تعرف المحبة ولا تضع المصلحة الوطنية أولوية؟ إن الكلام مسؤولية، ومن واجب الإنسان، والمسؤول بخاصة، أن يزن كلامه احتراما لنفسه ولكرامته وكرامة وطنه. ألا تكفينا المشاكل والأزمات؟ هل نحن في حاجة إلى مزيد؟ لبناننا الحبيب ينازع على أيدي هواة، وقد يلفظ أنفاسه الأخيرة ولم نشهد أي معالجة جدية. المواطن بح حلقه من الأنين، لم يعد قادرا على إعالة نفسه وعائلته، حتى ربطة الخبز أصبحت سلاحا يفتك بجيب اللبناني”.

 
أضاف: “طالت فترة الإذلال، ولم يعد المواطن قادرا على التحمل، وعوض أن يتكاتف الوزراء ويتآزروا في عملهم من أجل وقف التدهور وبدء التقدم، نرى تعطيلا وشللا بسبب تباين المواقف، والخلافات والتناقضات والمصالح التي تفرقهم عوض أن يكونوا مجتمعين على فكرة العمل والإنقاذ، بحسب شعار حكومتهم. ماذا نجني من التعطيل إلا المزيد من الانهيار؟ وهل يميز الانهيار بين فئة وأخرى وطائفة وأخرى؟ ويحدثوننا عن العزة والكرامة وحرية التعبير. أي كرامة لبلد ضعيف، مفلس، منهار، معزول، محكوم إلا بسلطة القانون؟ أين حرية التعبير والأفواه تكم بالإكراه؟ في الأزمات، على مجلس الوزراء أن يكون في انعقاد دائم، أما عندنا فيتم تعطيله ووقف عمله بسبب صراعات مدمرة، عوض التضحية من أجل لبنان لكي يبقى. ما جدوى المراكز أمام مصير البلد؟ وما أهمية المقاعد الوزارية أمام وجع الناس؟ أحبوا شعبكم بقدر محبتكم لأنفسكم، وارأفوا به رأفة بأنفسكم”.
 
وختم عوده: “في النهاية، دعوتنا اليوم إلى أن نجعل كل كياننا يتكلم مع الرب بلغة الصلاة. فالقلب المصلي يكون متواضعا، والقلب المتخشع المتواضع لا يرذله الله على حسب قول النبي داود”.