ضجت بعض وسائل الاعلام الأجنبية مؤخراً، بدراسة علمية نُشرت، وفي مضمونها تأكيد على فعالية دواء الـ”أفيرمكتين” للعلاج من كورونا، ولكن الصدمة كانت بأنّ الدراسة سُحبت لإفتقارها الى الأدلة العلمية ولترويجها لعقار ليس بذات أهمية، أمّا المفاجأة الأكبر فكانت أنّ الدراسة أجراها فريق لبناني تم نشرها باسم وزير الصحة السابق دكتور حمد حسن، وسُحبت لـ”التلاعب في المعطيات”.
“لبنان 24” إستوضح من المعنيين حقيقة ما حصل، بعد تواصل مع إثنين من المشاركين الأساسيين في الدراسة، وأكدا أنّ وزير الصحة السابق شارك “لوجستياً” في الدراسة، أي أنه كان مساهماً في إجراء البحث وليس بمشارك عملاني. فما حقيقة ما حصل، ومن هي الجهة التي سحبت الدراسة، كما سنستعرض الورقة البحثية في سياق هذا التقرير في نسختها الاصلية على المجلة. بداية، فإنّه وفي أيار المنصرم، نُشرت الدراسة بطلب من القيمين عليها في مجلة Viruses العلمية، وتشير الى إيجابية دواء الـ”أفيرمكتين” في علاج عدد من المصابين بكورونا في لبنان، ليتم سحب الدراسة بعد مدة، بعدما تبين أنّها تحمل ملفات “خاطئة ومفبركة”، وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها سحب دراسة تتناول علاج الـ”أفيرمكتين”، وخصوصاً أنّ لا توصيات لمنظمة الصحة العالمية بفعالية هذا العقار كعلاج لكورونا.
في تقرير نُشر في الـBBC”، تحت عنوان: “إيفرمكتين: كيف ابتكر العلم الزائف دواء “معجزة” لكوفيد؟” أشار التقرير الى ما إعتبرته دراسات “مشبوهة”، وتلاعب في المعطيات وبانّ البيانات التي نقلتها الدراسة عن 11 مريضاً، ليست سوى بيانات مضللة، تم نسخها ولصقها مرارا، ما يشير إلى أن عدداً من المرضى المذكورين في الدراسة لا وجود لهم في الأصل. يمكن العودة الى مقال الـ”bbc”، من خلال الضغط هنا:
File خاطىء
يوضح أحد الأطباء، الذي تمنى عدم ذكر إسمه، وهو من المشاركين الأساسيين في الدارسة، أنّ خطأ حصل في الدراسة من قبل الباحثين، وبأنهم هم من طلبوا وقف النشر من المجلة بعد اكتشاف الخطأ، وليس كما يُشاع بأنّ الدراسة قد سُحبت. يقول الطبيب في حديث لـ”لبنان 24”: “نحن من طالبنا بإيقاف البحث عن النشر، وسنعود ونكمل العمل على الدراسة ليعاد نشرها في المجلة العلمية”. أمّا الخطأ فكان عبارة عن “استخدمنا file خاطئ”، يشير الطبيب إلى أن الموضوع ليس بكبير الى هذا الحد “فالنتيجة واحدة، نحن قلنا أنّ دواء “أفيرمكتين” يمكن أن يخفف من عوارض كورونا ويخفف من حالات الدخول الى المستشفى لا اكثر ولا اقل، ولم نتحدث ابداً عن انه علاج لكورونا”. فهل يُحتمل الخطأ في قضية تخص صحة المواطن؟ يجيب الطبيب: “أنا شخصياً أعطيت الدواء الى عائلتي واطفالي، لا يضر هذا الدواء بتاتاً، ونحن اكدنا في الورقة البحثية انه مجرد دواء لتخفيف العوارض، ولكن يبدو أنّه ثمة حرب على هذا الدواء اولاً وثانياً على اسم الدكتور حمد حسن”. ويمكن الدخول على هذا الرابط في المجلة العلمية، حيث نُشر البحث وفيه سبب التراجع عن النشر بطلب شخصي من الباحثين، الرابط: https://www.mdpi.com/1999-4915/13/11/2154/htm
يؤكد طبيب اخر شارك في البحث، ولم شأ أيضًا ذكر إسمه، أنّ مجموعة الباحثين تستكمل العمل اليوم على الورقة البحثية، “نعم هناك خطأ وفي عالم الأبحاث والدراسات، الخطأ وارد، وسنعود وننشر البحث مرة جديدة، ونؤكد للجميع بأنّ ما توصلنا اليه ليس بفبركة ولا تلاعب، بل مجرد خطأ سيصار الى تصحيحه، ولا يؤثر ذلك ابداً ولو واحد بالمئة على صحة المواطن”. يتابع الطبيب في حديث لـ”لبنان 24″: “طبعا البلبلة التي حصلت في لبنان، مردها الى الحملة على الدكتور حمد حسن، ولم يتنبه أحد الى ان المجلة العلمية كتبت في تقريرها أسباب سحب الدراسة وليس كما يتم التداول في لبنان. وحقيقة أن الخطأ وارد في عالم الأبحاث العلمية، وبمجرد التحليل والتأكد سنعود الى نشر الورقة البحثية، وستكون النتيجة ذاتها”. يؤكد الطبيب: “لا أقول ان الدواء مثالي ولكن لا خطر في تناوله ابدا. وقريباً جداً سننشر البحث المعدّل”.