هل تذكرون الطفلة “سهيلا محمد الكسار”؟
انها ابنة ببنين العكارية التي كادت ان تنهي رصاصة طائشة حياتها كما انهت حياة الكثيرين من قبلها، اذ انها وخلال توجهها لشراء المثلجات من احد المحال في بلدتها، استقرت في جسدها الضعيف رصاصة طائشة فاخترقت عامودها الفقري، ما ادى الى فقدانها القدرة على الحركة بطريقة سليمة.
في ذلك الوقت وأمام هذه الحادثة الأليمة، أعلن ملك الاردن عبدالله الثاني، انه سيتكفل بمعالجة الطفلة سهيلا، وأرسل طيارة خاصة الى مطار رفيق الحريري الدولي للقيام بنقلها الى عمان.
وبعد مضي فترة طويلة من الزمن وبعد تلقي “سهيلا” العلاجات المختلفة، ها هي اليوم تعود الى الحياة من جديد وتعو الى بلدها وبلدتها وأهلها وذويها، وللمناسبة كتبت عائلتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مجموعة من السطور، اليكم أبرزها:
“باسم ابنتنا سهيلا
إنه اليوم الاخير في عمان هذه المدينة الجميلة التي اهدتني كل شيئ جميل مهما تحدثت ومهما قلت عن شعبها واهلها نبقى مقصرين …الشكر الاول لله عز وجل ان سخر لي هؤلاء الكرام ثم الشكر الى جلالة الملك الطيب الملك عبدالله الثاني وولي عهده المضياف والى الطاقم الطبي الحنون والى جميع افراد الشعب الاردني الكريم والمحب ثم الشكر الى من كان سبب في ايصالي الى هنا وأعني بذالك سفيرة الانسانية الجميلة تريسي شمعون والشكر ايضا الى جمعية آسيا للتدربب التنموي والى كل العاملين فيها و أخيرا وليس آخرا الشكر الى كل من دعا لي وتابع قضيتي في كل أنحاء العالم .
انا الآن وبفضل من الله ومنةٌ أخطو خطواتي الاولى بصعوبة و بمساعدة أجهزة خاصة ولكن الحمدلله اني بدأت اخطوها سأعود الى بلدي غدا الى اخوتي واصدقائي واهلي سأعود الى حارتي وبيتي الذي اشتقت الى جدرانه سأعود الى مدرستي لاكمل دراستي سأعود الى وطني لإكمل علاجي الطبيعي والوظيفي والذي سيأخذ وقتا طويلا ولكن كلي أمل بالله أنه سيجبرني فقد بدأت خطوة الالف ميل سأعود رغم كل المآسي التي يعيشها بلدي لأحاول ان أقدم شيئًا لاطفال مدينتي سيكون هدفي الاول إنشاء جمعية تعنى بمساعدة الاطفال المصابين من الحروب والرصاص الطائش والاصابات البليغة سأعود غدا يا احبابي وعسى ان القاكم بخير ….(فراشتكم سهيلا محمد الكسار)”