كتب نقولا ناصيف في” الاخبار”: دلّ الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي، أمام المسؤولين اللبنانيين أمس، على أن أولى خطوات الحل في أزمة العلاقات اللبنانية – الخليجية، تبدأ من بيروت باستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي. تبعاً لما سمعه منه المسؤولون اللبنانيون، أنه سيذهب إلى السعودية لمناقشتها في معاودة الحوار مع لبنان في ضوء الخطوة الأولى التي حدّد ملامحها. اعتبر أنها مدخل محتمل، وليست الحل.
رفض حزب الله استقالة قرداحي أو إقالته، ومقاربته الأزمة على أن أياً من إجراءيْ الإقالة أو الاستقالة يصيبانه هو بالذات، ويستجيبان شرطاً سعودياً كان مطلوباً في الأيام الثلاثة الأولى من المشكلة .وتبعاً لذلك، أبلغ الحزب إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنه لن يسمح بإقالة قرداحي في مجلس الوزراء، وسيمنع اكتمال نصاب الجلسة. كان قد بلغ إلى السرايا أيضاً، أن الحزب يترك لوزير الإعلام اتخاذ القرار الذي يختاره لنفسه، بعدما أظهر النائب السابق سليمان فرنجيه، مرجعية توزير قرداحي، مرونة بإزاء هذا الخيار المفترض.
تدريجاً، تبين أن المشكلة لا تقيم في تصريح وزير، ولا حلها في إقالته أو استقالته، على الأقل وفق مقاربة حزب الله للأيام العشرة المنصرمة، مذ اندلع السجال.
قبل أربعة أيام، أرسل فرنجيه مجدّداً رسالة إلى حزب الله في النطاق نفسه: استعداده تحمّل وزر تداعيات المشكلة باستقالة طوعية لوزيره قرداحي، بغية إيجاد ثغرة في الحلّ تريح ميقاتي وتقلل ردود الفعل السنّية الداخلية. قيل – تبعاً للمعلومات نفسها – إن وطأة المشكلة حملت فرنجيه، قبل التواصل مع الحزب، على استمزاج الرئيس السوري بشّار الأسد رأيه في المعالجة التي يقترحها. مساء الأحد، تلقّى رئيس تيّار المردة جواباً قاطعاً من حزب الله يرفض كلا المخرجيْن المتداوليْن: لا إقالة لقرداحي ولا استقالة. عنى بذلك أنه بات هو المعني بالمواجهة الناشبة بينه والمملكة. الأكثر استدلالاً أن موقفه لا يقتصر على رفض الضغط على الوزير لحمله على التنحي، بل يشي بضغوط معاكسة لجأ إليها الحزب، هي الحؤول دون خروجه من حكومة ميقاتي