رغم طغيان زيارة وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة عبد الله بن زايد آل نهيان إلى دمشق وأهميتها ،غير ان الساحة السورية سجلت سلسلة تطورات بارزة لا تصب لمصلحة إيران ما يستدعي التساؤل حول إنعكاس ذلك على التحالف مع حزب الله.منذ تولى الأسد ولاية رئاسية جديدة، ساد انطباع لدى الاوساط الديبلوماسية عن تغيير جذري في سياسة سوريا الخارجية وأبرزها تقديم المصلحة الوطنية على التحالفات التي نسجتها مع المدافعين عن النظام في حربه الضروس التي كلفت السوريين تضحيات مؤلمة، لذلك يمكن النظر الى زيارة وزير خارجية الإمارات الى دمشق كونها توطئة لفك العزلة وعودة سوريا إلى الحضن العربي.
بموازاة ذلك ، ومن دون سابق إنذار دب النشاط في المؤتمرات المتعددة للحوار الداخلي، حيث سيتم استعادة عقد جلسات مؤتمر جنيف للحوار الوطني برعاية المؤتمر الوطني بعد إتمام الخطوات اللوجستية، فيما باشرت السلطات في كازاخستان التحضير لاستضافة مؤتمر استانة للمجموعات المسلحة في العاصمة نور سلطان بمشاركة روسيا وإيران و تركيا كدول ضامنة.التطورات الميدانية لا تقل أهمية عن المسار السياسي ، ففي الجنوب استطاعت روسيا تحقيق تسوية حيال مصير درعا ادت إلى تقليص النفوذ الايراني إلى حد بعيد بموازاة حوار باشرته روسيا مع إسرائيل والأردن حيال ضبط الوضع في الجنوب ومنع تمدد الميليشيات الشيعية على حدودها ، في مقابل مناورات عسكرية مشتركة في الشمال شاركت فيها قوات سوريا الديمقراطية مع وحدات روسية وجيش النظام، في حين ان تركيا على تهديدها شن عملية عسكرية واسعة.في ضوء ذلك، بات من المؤكد بأن التمايز السوري عن سياسة إيران بات واضحا رغم التموضع في خنذق واحد ومن المحتمل زيادة الشرخ مع انفتاح الأسد على دول الخليج واستعادة الحرارة مع المحيط العربي، يأتي ذلك معطوفا على الساحة العراقية نفسها التي باتت حلبة صراع علنية بين خيار التأكيد على هوية العراق العربية بمواجهة مشروع إيران بمد أذرع الحرس الثوري الإيراني الى عمق العالم العربي.هذا الوضع لن يكون لبنان بمنأى عنه، خصوصا كون حزب الله العمود الفقري في مشروع إيران التوسعي ، وكسر الحلقة السورية سيؤدي حكما إلى فرط السلسلة التي دابت إيران على ربطها من طهران حتى شواطئ البحر المتوسط، ورغم ذلك من الصعب فك تحالف حزب الله مع نظام الأسد خصوصا في ضوء تداخل مصلحة الطرفين في سوريا كما في الداخل اللبناني.في هذا الإطار، توقف حلفاء سوريا عند عبارة وردت علي لسان الرئيس السوري لدى التطرق لعلاقته بحزب الله “هؤلاء استشهدوا عند أسوار دمشق دفاعا عن سوريا لا يمكن التفريط بتضحياتهم” ، فيما اكثر من طرف داخلي يراهن على الاستفادة من عودة سوريا لدورها الإقليمي الفاعل، ولم يعد خافيا سعي النائب جبران باسيل الى اقتناص الفرصة وابرام صفقة تتضمن تسوية شاملة وتضمن مستقبله السياسي.
المصدر:
لبنان 24