حركة ميقاتي لاطلاق مبادرات تتصل بالقطاعات المختلفة لا تحجب استمرار التعطيل الحكومي

12 نوفمبر 2021
حركة ميقاتي لاطلاق مبادرات تتصل بالقطاعات المختلفة لا تحجب استمرار التعطيل الحكومي

جدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في كلمته امس من طرابلس تحديد ثوابت موقفه من تعطيل جلسات مجلس الوزراء والازمة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج حيث اكد” ان التحاور يقفُ عند حدود قناعاتٍ وطنيةٍ وشخصية لا أَحيد عنها أبدًا، وأبرزُها إستقلالية القضاء ومن خلاله حمايةُ الدستور والمؤسسات، وصونٍ انتماءِ لبنانَ العربي والحفاظِ على علاقاتِ الأخُوَّةِ مع الأشقّاء العرب، وفي مقدَّمِهم المملكةُ العربية السعودية”، في وقت مضت مسارات الأزمات التي تتخبط فيها البلاد نحو مزيد من التفاقم على مختلف الصعد والمستويات، كما كتبت ” النهار”، وسط شلل تام غير مسبوق في المبادرات السياسية الرسمية لتجاوز الإنسداد الذي أصاب من الحكومة مقتلاً مبكراً وجعل مجلس الوزراء يقبع في مربع التقاعد والانتظار القسريين.

اضافت النهار” وإذا كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي”يجهد” في محاولات التعويض عن الشلل بحركة كثيفة لاطلاق مبادرات تتصل بالقطاعات المختلفة على غرار إطلاقه أمس مبادرة “صندوق إعادة بناء مؤسسات الاعمال في بيروت على نحو أفضل”، فإن هذا الجانب على أهميته لم يحجب حال التفرّج على الازمة الذي يطبع مواقف اركان السلطة الاخرين في وقت تتجمع نذر موجة جديدة من التأزم والتصعيد في الازمة بين لبنان والدول الخليجية. ولعلّ أكثر ما يلفت اهتمام البعثات الديبلوماسية المعتمدة في لبنان والتي ترصد مسار هذه الازمة بدقة وجدية، وفق ما تفيد مصادر معنية، ان معظم المسؤولين الكبار يبدون برودة مخيفة حيال ما يتوجب عليهم القيام به بأسرع وقت لانهاء هذه الازمة قبل ان تتضخّم تداعياتها إلى حدود لن يعود ينفع معها أي تحرك او اجراء او وساطة”.

وكتبت ” الاخبار”: في الأيام الماضية، لم يُسجّل أيّ تقدم في ما يتعلق بشلل الحكومة وما هو محسوم، حتى الآن، هو أن كل المواقف لا تزال على حالها. إذ لا يزال حزب الله وحركة أمل يرفضان طرح إقالة وزير الإعلام جورج قرداحي أو استقالته تحت الضغط، وعقد أي جلسة للحكومة يُطرح عليها الأمر. وقالت المصادر إن المشكلة لم تعد محصورة بين ميقاتي والثنائي الشيعي، بل بات الخلاف أيضاً مع رئيس الجمهورية الذي يُصرّ على إعادة تفعيل عمل الحكومة في ما تبقّى من عهده. وهو يعبّر بوضوح، في الكلام الذي يصدر عنه وينقله مقربون، عن أنه لم يعُد قادراً على مجاراة الأطراف الأخرى في موقفها «التعطيلي». ولفتت إلى أن تغريدة رئيس الجمهورية، أول من أمس، بأن «الأبرياء لا يخافون القضاء»، لم تكن موجّهة الى رئيس مجلس النواب نبيه بري فحسب، وإنما غمزت أيضاً من قناة الحزب، وقد سبقها بيان لتكتل «لبنان القوي» وصف تعطيل الحكومة بأنه «جريمة موصوفة في حق اللبنانيين».وجاء في افتتاحية” نداء الوطن”: يواصل رئيس الحكومة تسطير المزيد من مواقف النأي بالنفس عن تداعيات أداء “حزب الله” وتصريحات وزير الإعلام المسيئة للمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، فجدد خلال رعايته أمس احتفالاً بمناسبة مئوية نقابة المحامين في طرابلس التأكيد على أنّ تعاطيه “بإيجابية وانفتاح مع التحديات” لا يعني خروجه من تحت العباءة العربية، مشدداً بهذا المعنى على أنه يمنح “الحوار مداه الأقصى”، لكنه “لن يحيد أبداً عن قناعاته وصون انتماء لبنان العربي والحفاظ على علاقات الأخوة مع الأشقاء العرب وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية”.وفي هذا السياق، تؤكد مصادر مطلعة أنّ “رئيس الحكومة لا يزال مصمماً على وجوب استقالة وزير الإعلام وضرورة عودة مجلس الوزراء إلى الانعقاد بمعزل عن مطلب “حزب الله” تنحية القاضي طارق البيطار”، مشيرةً إلى أنه من هذا المنطلق عبّر صراحة بالأمس عن قناعته “باستقلالية القضاء ورفض منطق تعطيل المؤسسات الذي لا يأتلف مع مفهوم الدولة”.وتوازياً، نقلت أوساط قصر بعبدا أنّ رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة تناولا خلال لقائهما الأخير ضرورة “تفعيل عمل اللجان الوزارية” في ظل غياب مجلس الوزراء، مشددةً على “الحاجة الملحة لمعالجة بعض القضايا ومن ضمنها دفع اللجان قدماً باتجاه تكثيف أعمالها واجتماعاتها وتحضير ملفاتها، لكي تكون النتائج جاهزة لعرضها فور عودة مجلس الوزراء للانعقاد”.وأشارت أوساط ثنائي أمل وحزب الله لـ»البناء» إلى أن «المساعي مستمرة على خط تفعيل عمل الحكومة، لكن لم تصل إلى خواتيم إيجابية حتى الساعة في ظل استمرار الانقسام في المواقف بين الرئاسات والقيادات السياسية والتي تنعكس على الوزراء»، مشيرة إلى «أن انعقاد مجلس الوزراء لا يتعلق بأزمة استقالة أو إقالة الوزير قرداحي التي باتت وراء ظهر جميع الأطراف لقناعتهم بأنها لا تحل الأزمة ولا تعيد العلاقات مع السعودية إلى طبيعتها، بل إن تفعيل الحكومة مرهون بإيجاد الحل لقضية البيطار». وتخوفت الأوساط من الانقسام والتشظي الوطني الهائل في مختلف المسائل المصيرية.وكتبت ” الديار”: لا يزال «الشلل» الحكومي على حاله، وسط مخاوف جدية من «شلل» قد يصيب المجلس الدستوري المرشح لينضم الى المؤسسات المعطلة في ظل حديث عن تغيب 3 من اعضائه عن دراسة الطعن المتوقع من قبل تكتل «لبنان القوي» لقانون الانتخاب.؟ولفتت مصادر وزارية الى ان «الشمس» التي تحدث عن اشراقها رئيس الحكومة قبل يومين من بعبدا ترتبط باحتمال معاودة انعقاد مجلس الوزراء قريبا، انطلاقاً من حل يجري العمل عليه ويقضي بِختم المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، التحقيق، واصدار قرار ظني يتهم فيه من يشاء من الوزراء والنواب السابقين الذين سطّر في حقهم مذكرات استدعاء، والاكتفاء بنشر الاتهامات بحقهم وإحالتهم إلى الجهات القضائية المختصة لمحاكمتهم.