الطامح للرئاسة…يجدد الخلاف مع حزب الله

15 نوفمبر 2021
الطامح للرئاسة…يجدد الخلاف مع حزب الله

يبدو أن المرحلة التي تفصلنا عن موعد الانتخابات النيابية ستشهد تغييرات سياسية كبيرة على الساحة اللبنانية سواء على صعيد التحالفات أو على الصعيد السياسي التفصيلي المرتبط بقرار إجراء الانتخابات، خصوصاً وأن الكباش بين القوى السياسية لا يهدف الى الكسب وتحسين الشروط وحسب بل الى شدّ عصب القواعد الجماهيرية وزيادة الشعبية.

 
ولعلّ أهم ما يمكن الحديث عنه في هذه المرحلة هو الخلاف المُتجدّد بين التيار “الوطني الحر” و”حزب الله” الذي بات يشمل العديد من القضايا المحورية والأساسية والتي انقسم حولها الرأي العام اللبناني بدءاً من ملفّ تحقيقات المرفأ وقضية المحقق العدلي القاضي طارق البيطار والذي يعتبره الحزب خلافاً حاسماً وصولاً الى قانون الانتخاب حيث وجد “حزب الله” نفسه مضطراً للتراجع خطوات الى الوراء مراعاةً لحليفه المسيحي.
 
هذا الخلاف الحاصل بين الطرفين يعود الى رغبة “التيار” بالتمايز عن حلفائه في مرحلة ما قبل الاستحقاق النيابي، على اعتبار أن المواقف الحادة في بعض الملفات من شأنها أن “تُساير” قاعدته الجماهيرية ما سيؤدي حتماً وفقاً لحساباته الى زيادة الشعبية في بعض الدوائر المسيحية وتخفيف تأثير الهجمة التي تشنّها مجموعات الحراك المدني ضد التيار و”العهد” على اعتبار أنه حليف أساسي لحزب الله في بعض المناطق المسيحية.
 
تشير مصادر سياسية مطلعة الى أن هذا الخلاف قد يتمدد ليطال قضايا أخرى مع مرور الوقت لأن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يطمح الى تحسين علاقاته الدولية والاقليمية استعدادا لخوض المعركة الرئاسية، لذلك فهو “نأى بنفسه” عن الاشتباك السعودي – اللبناني في قضية وزير الإعلام جورج قرداحي في حين أن موقف “حزب الله” بدا جذرياً وواضحاً.
 
وبالرغم من كل الخلافات السابقة غير أن الخلاف حول العلاقة مع دول الخليج أحدث نوعاً من التباين العلني، إذ ان التيار أصرّ، ولأسباب كثيرة منها قرب وزير الاعلام من تيار المردة، على تظهير موقفه المؤيد لاستقالة قرداحي فطالت بعض سهامه السياسية “حزب الله” بشكل مباشر حيث رفض مسؤولون عونيون دور الحزب في الإقليم معتبرين أنه قد يؤدي الى اشتباكات جدية ونهائية مع دول الخليج العربي.
 
كل هذا التمايز من وجهة نظر عونية قد يكون جزءاً من محاولة تحسين الصورة الديبلوماسية للتيار امام الغرب تحديدا وذلك بهدف تعزيز حظوظ باسيل الرئاسية علماً أن المعركة لن تبدأ جدياً قبل معرفة نتائج الانتخابات النيابية والتوازنات التي ستفرضها في ذلك الحين لأن الواقع الشعبي سيكون له أثراً بليغاً في تحديد أسهم هذا المرشح او ذاك.