تعطيل الاستحقاقات يغرق البلد في أزمة نظام

16 نوفمبر 2021
تعطيل الاستحقاقات يغرق البلد في أزمة نظام

كتب طوني عبسى في” الجمهورية”: فريق العهد يفكّر اليوم بتجاوز عثرات السنوات الـ6، وقد بدأ يحضِّر لما بعدها، لعلّ الظروف تتبدّل وتنضج الحلول. والتوصيف الدقيق هو أنّ فريق عون يرغب في أن تكون له فرصة جديدة بعد العام 2022، بانتخاب النائب جبران باسيل رئيساً للجمهورية. وإلّا، فلماذا لا يبقى عون نفسه في الموقع… حتى إجراء انتخابات تأتي بباسيل؟
 
والسيناريو الذي يناسب فريق عون يقضي بإجراء انتخابات نيابية تُكرّس التوازنات الحالية في المجلس النيابي وتتيح انتخاب باسيل. ولكن، إذا كانت الانتخابات النيابية ستؤدي إلى اختلال المعادلة وتعيد خلط الأوراق بما يهدّد حظوظ باسيل، فالأحرى أن تطير الانتخابات الرئاسية أيضاً، ويُعاد الخلط جذرياً.
 
وهذا التقاطع بين القوى المحلية على الاعتراف بفشل العهد يلتقي مع كلام بالغ الخطورة يجري تداوله في الأقنية الإقليمية والدولية، ومفادُه: فلنترك لبنان ينضج بناره، كي يرضخ للضغوط، ويصبح مستعداً للقبول بالخيارات التي سيوضع أمامها في المراحل المقبلة من مخاض الشرق الأوسط.
 
إنّ الحرب التي اندلعت في لبنان، العام 1975، لم تتوقف منذ نحو نصف قرن، وهي مستمرة حتى اليوم بأشكال مختلفة، عسكرية وأمنية وسياسية واقتصادية وثقافية، وبين أطراف عدة لبنانية وأجنبية، وليست في الأفق فرصة لانطفائها في المدى المنظور.
 
هذا الاستنتاج يعني أنّ مرحلة الاهتراء التي يدخل فيها لبنان حالياً، والتي ستحكم سنة الاستحقاقات الحسّاسة، ليس حتمياً أنّها مرحلة نهائية وأنّها ستقود إلى تسوية. وعلى العكس، هي ربما تقود البلد إلى مستوى أسوأ من التردّي يستمرّ شهوراً بل سنوات أخرى، سواء جرت الانتخابات النيابية والرئاسية أو تأجّلت.
 
في اعتقاد البعض أنّ تعطيل الاستحقاقات سيُغرق البلد في أزمة نظام لا ينهيها إلّا مؤتمر تأسيسي، وهذا خيار «حزب الله» المفضّل. ولكن، إذا استمر انحدار البلد لفترات طويلة، بلا كوابح، فبالتأكيد ستكون التداعيات حاسمة على المؤسسات كما على الأرض. وفي هذه الحال، قد تأتي الحلول ذات يوم… لكن لبنان لن يكون هنا!