يعطي “حزب الله” منطقة بعلبك الهرمل اهتماما استثنائيا لسببين، الاول الواقع الاقتصادي الذي يسيطر على المنطقة، والثاني رغبته في خوض معركة نيابية رابحة في تلك الدائرة بعيدا عن تأثير خصومه الذين من المفترض ان لديهم قوة جدية هناك.
عام ٢٠١٨، استطاع خصوم حزب الله خرق لوائحه في دائرة البقاع الثالثة، عبر تكتيل اصواتهم في تحالف ضم كلا من القوات اللبنانية وتيار المستقبل، واستطاعت اللائحة الفوز بمقعدين، هما الماروني والسني.
هدف حزب الله كان يومها الحفاظ على جميع المقاعد الشيعية، فقام بتوزيع اصواته بطريقة تضمن فوز جميع المرشحين الشيعة في الدائرة على رأسهم النائب جميل السيد، فجاء الخرق في احد المقعدين السنيين الذي فاز به تيار المستقبل وبالمقعد الماروني الذي فازت به القوات اللبنانية.
يومها تحالف بعض المعارضين الشيعة مع القوات والمستقبل واستطاعوا منح لائحتهم عددا لا بأس به من الاصوات ، كما ان التيار الوطني الحر خاض الانتخابات في مواجهة الحزب مشكلا لائحته الخاصة.
اليوم الوضع مختلف ، فوفق مصادر مطلعة فإنه في حال استمر الخلاف كما هو حاصل بين القوات وتيار المستقبل فإن من الصعب عليهما الوصول الى الحاصل الانتخابي، اذ انهما ومن دون تحالف واضح يجمعهما، فسينقص كل منهما بضعة الاف من الاصوات لتحقيق الخرق.
الاخطر بالنسبة لهؤلاء ان التحالف مع المعارضين الشيعة ليس متاحا كالسابق، لان معظم الشخصيات الشيعية المعارضة بات لديها خطاب تغييري مرتبط بثورة تشرين ولن يكون بإمكانها عقد اي تحالف مع قوى سياسية تقليدية، هذا كله من دون الحديث عن عدة الاف من الاصوات سيؤمنها الحزب في حال حصل التحالف مع التيار الوطني الحر في هذه الدائرة.
اذا يبدو ان خصوم حزب الله في دائرة بعلبك الهرمل بحاجة للتكتل سويا لتكرار نتيجة العام ٢٠١٨، والا فإن ازمة جدية بإنتظارهم قد تؤدي الى فشلهم في خرق لائحة الحزب بأي نائب وهذا الامر سيعزز واقع الحزب النيابي بشكل جيد.