لا شك ان من أبرز الاهداف التي تسعى اليها الولايات المتحدة الاميركية، او اقله تأمل حصولها بعد الانتخابات النيابية المقبلة، هي خسارة حزب الله الاكثرية النيابية التي حصل عليها مع حلفائه في الانتخابات الماضية، على اعتبار ان هذا الامر يضعف نفوذه داخل الدولة ويعيده الى ما قبل العام ٢٠١٨.تخوض واشنطن معركة اعلامية وسياسية واسعة من اجل محاصرة حزب الله سياسيا بعد الانتخابات، ولعل احد اهداف الضغوط الاقتصادية تتمثل في التأثير على نتائج بعض الدوائر للوصول الى مجلس نيابي جديد لا يستطيع حزب الله امتلاك اليد الطولى فيه.هذه المعركة تقابلها معارك مضادة، اذ ان حزب الله يسعى بدوره وبشكل جدي للحفاظ على الاكثرية، ويحضر المقدمات الخدماتية في بيئته لمنع اي اختراق نيابي، ويعمل في السياسة على توحيد حلفائه قدر الامكان لكي يقلل من حجم الخسائر، كما انه سيدعم التيار الوطني الحر في دوائر متعددة ليحافظ له على كتلة وازنة.تستغرب مصادر في قوى الثامن من اذار اصرار حزب الله على الحصول على الاكثرية مجددا، خصوصا ان السنوات الماضية والتي امتلك فيها الحزب مع حلفائه اكثرية في المجلس النيابي لم تشهد اي موقف موحد لهذه الاكثرية، بل سيطرت عليها الخلافات، وفي الواقع لم تكن هناك اكثرية نيابية بالمعنى الفعلي.الامر نفسه سيحصل بعد الانتخابات النيابية المقبلة، اذ ان وجود اكثرية نيابية سيكون مستحيلا بغض النظر عن هوية الفائز، فقوى الثامن اذار لن تكون موحدة اذا فازت بالاكثرية وبالتالي سنكون امام اكثرية وهمية كما يحصل اليوم وهذا ينطبق ايضا على قوى الرابع عشر من اذار.اما في حال فوز المجتمع المدني بكتلة نيابية وازنة فهذا سيؤدي الى وجود ثلاث تكتلات اساسية داخل البرلمان ولن يستطيع اي تكتل امتلاك الاكثرية في المجلس، لانها ستكون تكتلات مشتتة من داخلها ولن يستطيع اي فريق التحالف مع الاخر الا على “القطعة”.هكذا تبدو المعركة على الاكثرية المقبلة معركة وهمية وعلى اكثرية وهمية، فالتحالفات السياسية لن تكون قادرة على تشكيل قوة ضغط وتأثير برلمانية فاعلة من دون التحالف مع قوى وكتل تخاصمها في السياسة…