كتب جورج شاهين في ” الجمهورية”: “لم تعد معاينة ما اصاب لبنان من ازمات امراً عادياً. فالعجز الداخلي عبّرت عنه مختلف المواقف الى درجة “رفع فيها المعنيون العشرة”. فالبلد محكوم من خارج المؤسسات الدستورية التي وإن تعطّل أداؤها فهي عاجزة عن مواكبة أصغر الأزمات واقلّها خطورة. فكيف إن بات البلد رهناً بما يمكن ان يؤدي الى المواجهات الكبرى التي جُنّدت لها الطاقات غير المتوافرة على الساحة اللبنانية. فالعالم منهمك بقضاياه الداخلية والخارجية، والعلاقات بين المؤثرين على الساحة الداخلية بلغت مرحلة من التعقيدات رفعت لبنان عن أولويات لائحة اهتماماتها نتيجة تهرّب اللبنانيين من تعهداتهم ولجوئهم إلى تجاوز المبادرات الدولية واحدة بعد أخرى بعد لبننتها وإدخالها في الزواريب الداخلية، فعطّلت مراميها وقطعت الامل من إمكان تخفيف الآلام الناجمة عنها.
وبناءً على ما تقدّم، لا يمكن للمراقبين سوى إعطاء التوصيف الطبي للمرض اللبناني من أجواء الوباء الدولي، فمنحت العقدة الحكومية صفة “الجائحة” التي تعدّدت مصادرها وانواعها المتحورة، والتي تغلغلت في الجسم اللبناني، فأحدثت اشتراكات عجز الطب الداخلي عن الفصل في ما بينها ومداواتها والتخفيف من أوجاعها، كما الوصفات الطبية الدولية المجمّدة صلاحياتها، والتي علينا انتظار نتائجها لبلسمة الأوجاع في انتظار عبور مواعيدها الطبيعية الموزعة بين عواصم الخليج والقاهرة والفاتيكان وبغداد قبل بيروت. وهي امور ستبقي لبنان معلقاً على خشبة الأزمات، تمعن فيه الفيروسات المختلفة فتكاً الى ان يقضي الله أمراً كان مفعولاً.