ميقاتي في الفاتيكان… وهذا ما يحمله معه

25 نوفمبر 2021
ميقاتي في الفاتيكان… وهذا ما يحمله معه

يلتقي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اليوم في حاضرة الفاتيكان قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس، فيما يبقي عينيه على الوضع الداخلي وعلى متابعة كل الملفات الحكومية.
وفيما سيكون الوضع العام في لبنان ومدى حاجته إلى الدعم الدولي، مادّيًا ومعنويًا، حاضرًا في لقاء الفاتيكان، وهو لقاء أكثر من مهم لأسباب سنوردها تباعًا، فإن الرئيس ميقاتي يبدو متفائلًا بإمكان عودة الحكومة إلى ورشة الإنتاج الطبيعي أكثر من أي وقت مضى، خصوصًا بعدما نجح في توفير المناخات الملائمة للإجتماع الذي عقد بين الرئيسين ميشال عون ونبيه بري، وفي حضوره، في ذكرى الإستقلال.
 الوقت يمرّ بسرعة ولم يعد أمام الحكومة سوى ما يقارب الشهر لإنجاز ما أتت لإنجازه. وفي إعتقاده أنه متى توافرت لحكومة “معًا للإنقاذ” المناخات المؤاتية، ففي إمكانها تحقيق خطوات مهمّة في ملفي الكهرباء والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي. 
لا بل هو مقتنع أنّ بقية الأطراف الشريكة حريصة على انتشال الحكومة من سباتها، كونها آخر الأطر التنفيذية المتاحة قبل الإنفجار الاجتماعي الوشيك. وهو على هذا الأساس يقود سلسلة اتصالات ولقاءات من شأنها أن تساهم في فكفكة الألغام التي تعترض طريق عودة الوزراء إلى الحضن الحكومي. وتؤكد مصادر مطلعة على هذه الاتصالات، أنها تتسم بكثير من الايجابية التي ستفضي إلى التئام جلسة لمجلس الوزراء من جديد، وفي فترة لم تعد بعيدة. لا بل يذهب بعض المواكبين إلى حدّ الجزم بأنّه تمّ التوصل إلى تفاهم بين القوى السياسية المكوّنة للحكومة على ايجاد الصيغ القانونية والسياسية التي تسهّل عودة الحكومة إلى نشاطها ومنع تحوّلها الى حكومة تصريف أعمال. وجاء في هذا السياق اللقاءان اللذان عقدهما الرئيس ميقاتي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومع رئيس تيار “المردة” النائب السابق سليمان فرنجية واللذين اتسما بالتفاهم. 
وفق المواكبين، فإنّ طابة الحلول الممكنة باتت في ملعب مجلس القضاء الأعلى الذي يعمل على صيغة قانونية من شأنها أن تعيد الثقة بالتحقيقات إلى “الثنائي الشيعي”، وبالتالي فإنّ الخطوة الأولى المنتظرة ستكون على المستوى القضائي، لتكون الخطوة الثانية استقالة الوزير جورج قرداحي التي يراد لها أن تكون من باب فتح ثغرة في جدار الأزمة مع السعودية.
وفي هذا الوقت الضيّق والمحشور داخليًا وفي خضم محطات وتطورات داخلية وخارجية تزدحم على الأجندة الإقليمية والدولية وتتصل في شكل مباشر او غير مباشر بالشأن اللبناني ولها تأثيرها المباشر عليه، تأتي زيارة الرئيس ميقاتي للفاتيكان ولقائه البابا فرنسيس، التي يعّول عليها الكثير، خصوصًا لناحية إستتباع ما كان الفاتيكان قد بدأ به من إتصالات في إتجاه كل من واشنطن وباريس لحثهما  على إتخاذ مبادرات إنقاذية خارج اطار المساعدات الإنسانية.
فالرئيس ميقاتي يعلّق اهمية كبرى على زيارته للفاتيكان، نظراً الى رمزيتها وما تنطوي عليه من أبعاد مهمة للبنان، خصوصًا أن هذا اللقاء يأتي عشية توجه الحبر الأعظم الى قبرص التي تبعد بضعة اميال عن لبنان. 
ماذا يحمل الرئيس ميقاتي معه الى الفاتيكان؟
رسالتان، اولاهما تأكيده على الهوية اللبنانية الجامعة ودور لبنان الرسالة والنموذج للعيش المشترك، وثانيًا تأكيده على أهمية الوجود المسيحي في لبنان والمنطقة، إنطلاقًا من روحية المبادرات التي سبق للكرسي الرسولي أن أطلقها سواء عبر الإرشاد الرسولي أو من خلال وثيقة الأخوة التي وقعها البابا مع شيخ الأزهر، وهذا ما حمله معه  في زياراته الاخيرة واللقاءات التي قام بها في العراق ودولة الإمارات العربية ومصر.