تسير القوى السياسية بحذر شديد بإتجاه الانتخابات النيابية المقبلة بإعتبار ان حصولها من عدمه لا يزال مدار اسئلة وشكوك بالرغم من كل التطمينات التي تحكى هنا وهناك، ولان الكباش الانتخابي بعد حراك العام ٢٠١٩ لن يكون مشابها للانتخابات التي سبق ان حاضتها الاحزاب بعد إتفاق الطائف.
يجد “حزب الله” نفسه مستهدفا بالدرجة الاولى في هذه الانتخابات ويعتبر ان كل ما يحصل يهدف الى ضربه سياسيا ومحاصرته وطنيا واضعاف حلفائه لكي يصبح حزبا غير قادر على القيام بأي مناورة سياسية في المرحلة المقبلة.بالرغم من ذلك يصر “حزب الله” على التذكير دائماً بأنه يؤيد حصول الانتخابات النيابية في موعدها ، وهو بالمناسبة لا يناور بمثل هذه التصريحات، بل على العكس يجد ان من مصلحته الكاملة ان يحصل الاستفتاء الشعبي عبر صندوق الاقتراع.
احدى اهداف الحزب طبعا هي الحفاظ على الاكثرية النيابية، لكنه ايضا يعمل لكي يكرس نفسه القوة الشيعية الاقوى والتي لم تتأثر ابدا بالحراك الشعبي او حتى بالازمة الاقتصادية والنقدية وان قاعدته لا تزال صلبة ولا يمكن المس بها.هذه الاولوية جعلت الحزب يضع اولويات في تعاطيه مع الاستحقاق النيابي، اهمها التحالف مع حركة امل، اذ ان الحزب ليس في وارد التفريط بالاستقرار على الساحة الشيعية او بالتماسك الشعبي الذي يحظى به مع حركة امل…من هنا يمكن ان نجد مثلا، ان الحزب مصر بشكل كبير على التحالف مع التيار الوطني الحر من اجل دعمه في هذه الدائرة او تلك، منعا لتناقص كتلته النيابية وبالتالي التسبب بخسارة ورقة الاكثرية النيابية، لكن ،في مقابل هذا الاصرار يضع الحزب شرطا واحدا امام التحالف مع التيار، وهو الا يؤثر على التحالف مع امل.يسعى الحزب بشكل حاسم الى انهاء اي محاولة خرق على الساعة الشيعية، ان كان على المستوى النيابي او على المستوى الشعبي او حتى على مستوى التمايز والخلاف مع حركة امل، كلها خطوط حمراء وضعها الحزب في اطار سعيه لاحتواء الهجمة الداخلية والخارجية التي يتعرض لها.