ضربة للسلطة في بيروت وكفٌّ للمستقلين شمالا

26 نوفمبر 2021
ضربة للسلطة في بيروت وكفٌّ للمستقلين شمالا

مَن تابع بالأمس مسار انتخابات نقابتي المحامين في بيروت وطرابلس، والتحالفات تحت الطاولة وفوقها والكمائن داخل صناديق الإقتراع ،يمكنه أن يستنتج، من دون الحاجة الى التوغّل عميقاً في علم النفس العيادي، أن “متلازمة  الإنفصام الحاد” (paranoid schizophrenia) ضربت محامي لبنان وبقوة، ما أدى الى نتائج على طرفي نقيض بين النقابتين، كما تحمل “درس حرزان “لمَن يريد أخذ العِبرة استعداداً لانتخابات مقبلة ومنها ما بات وشيكاً.
نتائج اليوم الإنتخابي بفرعيه سدّدت “ضربة كف عا الماشي” للسلطة وأحزابها في نقابة بيروت مع فوز المحامي المستقل ناضر كسبار بمركز النقيب، فيما فازت المحامية ماري تريز القوال فرنجية بمنصب النقيب بتحالف سياسي جمع تيار المردة مع المستقبل وتيار الكرامة، فكان “الكف” شمالاً للمستقلين.
العبرة الثانية لمَن يريد أن يتعظ إن شاء، هي الشرذمة وتضعضع صفوف مجموعات ١٧ تشرين التي تحوّلت الى ” معسكرات” أقفلت على بعضها البعض، ما أدى الى عدم قدرتها على تحقيق أي خرق يُذكر، بدليل أن مجلس النقابة الجديد ضم سبعة مستقلين وحزبييَن(كتائبي وقواتية)، والأمر ينسحب أيضاً على صناديق طرابلس حيث ضاعت هوية المستقلين وكذلك ” التشرينيّين”، ما يعني حتمية صوغ التحالفات المتينة في الإستحقاقات المقبلة.
وحده “توارد الأفكار” بين النقيبين الفائزين كسبار والقوّال شكّل علامة جمع بين النقابتين، حين أعلن كسبار إثر فوزه “بأنني سأهتم بحصانة المحامي وبكرامته وأمواله”، لتردّ القوّال من الفيحاء بعبارة مرادفة تقول فيها ” برنامجي هو كل ما يتصل بوضع المحامي وفرص عمله”، كما اجتمع الإثنان على التأكيد بأن ” السياسة ستقف عند العتبة الخارجية لباب النقابة”.
  من أعراض متلازمة الإنفصام، الإرتياب المشروع وغير المشروع، الإضطراب الإدراكي والإنفصال عن الواقع .
دعاؤنا ان ينجّي الله لبنان من هكذا أعراض في استحقاقات إنتخابية وشيكة.
 

المصدر:
لبنان 24