لفت الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إلى أن القرارات القضائية الأخيرة في قضية مرفأ بيروت تؤكد كل “ما كنا نتحدث عنه من استنسابية وأنها تخضع للسياسة، وما جرى في اليومين الماضيين يؤكد كل ما تحدثنا عنه خلال عام”.
وسأل في كلمةٍ له تناول في خلالها آخر التطورات والمستجدات، “هل يوجد قاضٍ لبناني يجرؤ اليوم على تنحية القاضي البيطار أو قبول الدعاوى ضده؟” وأضاف قائلاً: “هناك قاضٍ تقدم في هذا الاتجاه لكنهم هددوه وحاربوه”. وأشار إلى أن “بعض القضاء اللبناني يحمي بعضه البعض ويعمل على تضييع المسؤولية وجزء من المسؤولية يقع على عاتق بعض القضاة”.
وتناول نصرالله قضية الطيونة، وقال: “مضى 40 يوماً على المجزرة وفي الأيام القليلة الماضية أحيا ذوي الشهداء أربعينية أحبائهم المظلومين الذي قتلوا جهاراً نهاراً على يدي مسلحي القوات اللبنانية في الطيونة”. وأضاف: “مع كل ملاحظاتنا على السلوك القضائي لسلوك القضاة وخضوعهم للضغوط السياسية وغير السياسية وفي الايام القليلة تعرض القضاء العسكري لضغوط من جهات سياسية ودينية في قضية الطيونة”. وأكد نصرالله أنه هناك ضغوط للافراج عن موقوفين في قضية الطيونة، وبعض الموقوفين أفرج عنهم وبعض المطلوبين يختبأون في معراب لمنع توقيفهم، مشيراً إلى أن الضغوط على القضاء تدفع أهالي من قتل في أحداث الطيونة ببيروت للتصرف بشكل فردي.
وذكر نصرالله في حديثه موضوع استجرار النفط من إيران وقال: “أمام طوابير الذل على المحطات ونمو السوق السوداء وفقدان المادة، أعلنا أننا اذا بقي الموضوع على حاله سنلجأ إلى إيران لنشتري منها ضمن تسهيلات بنزين ومازوت لمعالجة الوضع اذا استمر على ما هو عليه”. وأكد أن “مادة البنزين والمازوت متوفرة في الأسواق ولا يوجد طوابير ذل، لكن مع ذلك لم نخرج من الوعد المشروط الذي انتفى بانتفاء الشرط لكن ذهبنا لمحاولة المساعدة في تخفيف المعاناة”.
وأشار إلى أن الحزب لا يريد الحلول مكان شركات المشتقات النفطية، لكن ما أراده هو المساهمة في تخفيف الأزمة في لبنان.
وتابع قائلاً: “قمنا بنقل عشرات الصهاريج من بانياس إلى بعلبك يعني 250 كلم. في الوقت، لو تم معالجة هذا الموضوع بأن تأتي البواخر إلى الزهراني أو طرابلس لكان الموضوع أفضل”. وأكد أن الضغوط الأميركية على الحكومة دفعتنا نحو استقدام المازوت عبر سوريا بالرغم من الصعوبات.
وأشار إلى أن “المرحلة الأولى من مشروعنا بدأت في أيلول وانتهت في تشرين الثاني والمرحلة الثانية هي التي سوف تبدأ بعد أيام قليلة”. ولفت إلى أن قيمة الهبات التي قُدِّمت خلال المرحلة الأولى بلغت ما يقارب مليونين و600 ألف دولار، وكلفة الدعم لتوزيع المازوت في المرحلة الأولى بلغت 7 ملايين و750 ألف دولار. وتابع قائلاً: “قمنا بإيصال المازوت مباشرة إلى عدد من البلديات والمؤسسات الحكومية والمستشفيات ودور الأيتام والعجزة وما شاكل بالرغم من مشقة هذا الأمر”.
وأضاف: “أقول لـ”الجهلة” المازوت ليس عليه جمارك ولا قيمة مضافة”.
وعن عملية البيع والتوزيع، قال نصرالله: “اعتمدنا آلية بيع وتوزيع بطيئة ومعقدة نوعا ما، وهذا أمر طبيعي لأن عملية التحقق تأخذ وقتاً لنضمن أن المازوت الإيراني المدعوم يصل إلى من يستحقه ولا يذهب إلى السوق السوداء”. وأشار إلى أنه “تحملنا في المرحلة الأولى من مبادرة المازوت 10 ملايين دولار تحت عنوان المساعدة وتخفيف المعاناة عن شرائح محددة في لبنان”.
أما عن المرحلة الثانية من مبادرة المازوت، فقال: “المعيار هو البلدات والمدن الواقعة فوق سطح البحر بـ500 متر وسيقدم للعائلات المقيمة في هذه البلدات ويشمل جميع المواطنين”.
وأكد أنه سيتم بيع برميل المازوت للعائلة بأقل من السعر الرسمي بمليون ليرة والدفع بالليرة ومئات آلاف العائلات بحسب إحصائياتنا ستستفيد من هذا المشروع.
وتحدث نصرالله في كلمته عن موضوع الدولار، وقال: “الإنفلات بسعر الدولار لا يجوز السكوت عنه ولا يمكن للدولة أن تقول إنها لا يمكن أن تفعل شيئاً… ما نحتاجه هو قرار وتحمل مسؤولية… ولا يجوز الدولار أن يرتفع بهذا الشكل إنها مخاطره كبيرة على البلد والأمر يتطلب تدخلاً جريئاً وشجاعاً”. وأشار نصرالله إلى أنه على الدولة أن تتخذ موقفاً جريئاً في وجه المحتكرين والمتلاعبين بأسعار الدولار، والشعب سيقف معها.
ثم، تناول الموضوع الصحي وانتشار فيروس كورونا، وقال: “ارتفاع عدد إصابات كورونا في لبنان والوفيات أيضًا هو أمر خطير، ونحن في بداية كورونا كنا قد أعلنا عن خطة ونفذناها ونجحنا والليلة أقول أمام الوضع الاستثنائي قد قررنا تفعيل هذه الخطة 100 %”.وأشار إلى أن “وزارة الصحة معنية بالمزيد من بذل الجهود والعمل أيًا تكن الصعوبات. وأقول لوزير الصحة نحن جاهزون لأي مساعدة في مختلف المجالات ويمكن له أن يستفيد من تجربة وزير الصحة السابقة”.وأكد أنه لا يجوز رفع الدعم عن أنواع من الأدوية بأي شكل من الأشكال حتى لو تمت الاستدانة، وهذه مسؤولية الجميع ولا يجوز السكوت عنها وهذا أمر له علاقة بحياة الآلاف.
أما عن موضوع تصنيف الحركات المقاومة على أنها إرهابية، قال نصرالله: “نشهد وضع حركات مقاومة على لوائح الإرهاب في بعض الدول بأسمائها وفصائلها وكوادرها وأحياناً الحركة بأكملها… هو مسار مستمر وسيستمر. و نشهد مسارات عدة من بينها مسار التطبيع وآخره ما شهدناه في المغرب ونشهد المزيد من التضييق والضغوط والتهويل على كل من يؤيد المقاومة”. وأضاف قائلاً: “وضع حزب الله على لوائح الارهاب قد يكون له علاقة بتطورات المنطقة أو بالانتخابات النيابية”.
وأشار نصرالله إلى أنه هناك هجمة كبيرة على حزب الله وهذا ليس بجديد، ولكن الجديد هو التكثيف بالهجوم ونشر الوثائق ولكنها مزورة ومن قاموا بها جهلة وأظن أنهم ليسوا لبنانيين. والمؤسف أن البعض يتعامل مع هذه الوثائق المزوّرة بمستوى عالٍ من السخافة والجهل والتفاهة.
وبارك نصرالله في بداية كلمته لجميع اللبنانيين بعيد الاستقلال، هذه المناسبة المهمة. وتمنى أن يمكّن الشعب اللبناني من صون وحماية حريته وسيادة دولته. وأشار إلى أنه دائماً هناك نقاش حول ماهية الاستقلال هل هو استقلال حقيقي أم استقلال ناقص؟ لكن لا شك أن بعد الاستقلال أصبح لبنان دولة… ومسؤولية اللبنانيين أن يحافظوا على استقلالهم. وأضاف قائلاً: “الحفاظ على الاستقلال والسيادة والحرية والكرامة هي معركة يجب أن تستمر يمكن أن تحصل على الاستقلال لكن يجب الحفاظ عليه”. وأردف قائلاً: “على اللبنانيين أن يحولوا استقلالهم إلى استقلال حقيقي وكامل إذا كان شكلياً أو ناقصاً”. ولفت إلى أن جزء كبير من الشعب اللبناني قاوم وآمن بالمقاومة بأشكالها المختلفة وصولًا الى الانتصار الكبير عام 1985 عندما خرجت قوات الاحتلال من العاصمة ومن جبل لبنان وصيدا وراشيا وصولًا الى الانتصار الأعظم عام 2000 بالهروب الاسرائيلي من جنوب لبنان. وتابع قائلاً: “ما زلنا في قلب معركة الاستقلال والسيادة والحرية وكنا انتصرنا في العديد من مراحلها ونحن واثقون أن أمامنا المزيد من الانتصارات وسوف يأتي يوم نحقق لوطنا سيادة وحرية حقيقية غير خاضعة للنقاش”. وأشار إلى أنه عندما يُمنع لبنان من الاستفادة من ثرواته يعني نحن أمام سيادة منقوصة.