كتبت راجانا حمية في “الأخبار”: يخوض الصيادلة غداً انتخابات نقابتهم بأربع لوائح أساسية. صحيح أن أحزاب السلطة، هذه المرة، ليست ظاهرة إلا في لائحة «الضمير المهني» التي يرأسها النقيب الأسبق زياد نصور. إلا أن ذلك لم يمنع من أن تكون حاضرة في اللوائح الثلاث المتبقية، وإن «من تحت الطاولة».
أربع لوائح تخوض، غداً، الانتخابات في نقابة صيادلة لبنان لإيصال نقيب و17 عضواً (11 عضواً إلى مجلس النقابة واثنان إلى المجلس التأديبي و4 إلى صندوق التقاعد). قبل يومٍ من الاستحقاق، لا يبدو واضحاً بشكلٍ كافٍ أمام المرشحين والداعمين لمن ستكون الغلبة. إذ يُجمع الكل على أن ثمة معركة آتية، مدفوعة برغبةٍ لدى بعض الصيادلة بالتغيير، معطوفاً عليها يأس بعضٍ آخر من الأحزاب والسلطة بسبب ما آلت إليه أوضاعهم مع الأزمة الاقتصادية.
لكن الرغبة بالتغيير التي تضفي نفساً جديداً على الاستحقاق ليست بالحجم الذي يمكن أن يحدث انقلاباً في الموازين، خصوصاً إذا ما أخذت في الاعتبار «الخروقات» الحزبية والسياسية لمعظم اللوائح. ولئن كانت لائحة «الضمير المهني» التي يرأسها زياد نصور الأكثر وضوحاً لناحية الدعم الحزبي الذي تحظى به (حزب الله وحركة أمل وتيار المستقبل والحزب السوري القومي الاجتماعي)، تلقى اللوائح الثلاث المتبقية دعماً من أحزاب أخرى، وإن بطريقة غير معلنة، إذ غالباً ما تكون للأحزاب حساباتها عقب إعلان الفوز.
إلى حين الاستقرار على الصورة النهائية، ترسم كل لائحة صورتها وصورة تحالفاتها وتوقعاتها. وفي هذا السياق، يخوض فرج سعادة الذي يرأس لائحة «صيادلة ينتفضون» معركته بـ«لائحة مستقلة وخطابٍ واضح يدعو إلى استقلالية الجسم الصيدلاني عن التحالفات غير الطبيعية التي بنيت بلوائح أخرى». وهو يضع نفسه ولائحته في «نقطة وسطية من جميع الصيادلة وأبعد ما يكون عن البازار السياسي». ويعتبر أن الأساس في لائحة «الصيادلة ينتفضون» كان «المشروع الذي على أساسه اختير الأشخاص وليس العكس».
من جهته، ينطلق المرشح ناجي جرمانوس الذي يرأس لائحة «نحو نقابة مستقلة» من «مضمون اللائحة التي فضّلنا أن تجمع صيادلة مستقلين وأحراراً في قرارهم بعيداً من الأحزاب، انطلاقاً من أن الأحزاب في خدمة النقابة وليس العكس». وهو يعوّل في ذلك على «طبقة» المستقلين التي بدأت تكبر في الجسم الصيدلاني على ما يقول، منطلقاً من الإحصائية التي أجراها وداعموه عن المنتخبين المفترضين، وبيّنت أن «65% من الصيادلة مستقلون». مع ذلك، يعوّل جرمانوس «على الكل»، وإن كان يعتبر أن الحصة الأكبر من التصويت ستأتيه من «خريجي الاتحاد السوفياتي وهم بحدود 1300 صوت».
جو سلوم الذي يرأس لائحة «نقابتي سندي» هو الأشد تفاؤلاً بسبب «رغبة كثير من الصيادلة في التغيير، بغض النظر عن انتماءاتهم». وهو اعتبر أن المعركة «ليست معركة أحزاب. ولن تكون الأحزاب هي التي توجه هذه المرة وإنما كل صيدلي سيطبق خياراته»، مستنداً في ذلك إلى استطلاع للرأي قام به أحد الأحزاب وأظهر «حلولي أولاً ومن ثم زياد نصور». كما يعوّل سلوم على «تحرره» من الأحزاب، بعدما استبق ترشيحه إلى النقابة بـ«التنازل» عن صفته الحزبية في الكتائب.
لائحة «الضمير المهني» التي تحظى بدعم أربعة أحزاب، ينطلق رئيسها زياد نصور من كونه «مستقلاً مدعوماً من الأحزاب»، مؤكداً أن ترشيحه سبق دعم الأحزاب له، و«هذه نقطة تحتسب» له برأيه في المعركة التي يخوضها للمرة الثالثة، إذ سبق أن وصل إلى مركز النقيب مرتين متتاليتين، ما عدا المرات الكثيرة التي كان فيها ممثلاً في مجلس النقابة.