بعد أسبقيتي تسهيل دعارة…هدّدها بإغتصابها ونقل عدوى السيدا اليها

28 نوفمبر 2021
بعد أسبقيتي تسهيل دعارة…هدّدها بإغتصابها ونقل عدوى السيدا اليها

كتب المحرر القضائي: 
 

تقدّمت المدعوة شيرين.ك(سورية) بشكوى أمام النيابة العامة الإستئنافية في جبل لبنان إتخذت فيها صفة الإدعاء الشخصي في حق المتّهم محمد.غ(سوري) بجرم الإغتصاب والتهديد والإجبار على العمل في الدعارة.
ففي الوقائع، تبيّن أن شيرين كانت قد عرضت في الشكوى المنوّه عنها أنها تعرّفت على المتّهم محمد في أحد النوادي الرياضية وإرتبطت معه بعلاقة عاطفية، وكان هذا الأخير يتودّد اليها ويوهمها بأيام مليئة بالحب، وأنها اكتشفت قبيل تقديم شكواها أن المتّهم مصابٌ بمرض نقص المناعة (السيدا)، وأنه لم يقبل، رغم ذلك، بقرارها إنهاء العلاقة وراح يهددها بنقل المرض اليها، وحاول إرغامها على ممارسة أعمال الدعارة بعد قرارها بإنهاء علاقتهما، وقد احتجزها في إحدى المرات واغتصبها بعد أن هدّدها بحرق وجهها بمادة الأسيد، وطلبت في شكواها ملاحقته وتوقيفه ومحاكمته بجرائم الإغتصاب والتهديد والإكراه على أعمال الدعارة، والحكم لها بعطلٍ وضررٍ تحتفظ لنفسها بحق تقديره لاحقاً.
وتبيّن أن النيابة العامة الإستئنافية في جبل لبنان أحالت الشكوى المذكورة على مكتب مكافحة الإتجار بالأشخاص وحماية الآداب العامة في وحدة الشرطة القضائية الذي استدعى شيرين، كما أحضر المتّهم لسماع أقوالهما.
وبإستماعها من قبل القائم بالتحقيق، أدلت بأنها كانت قد تعرّفت على محمد في أحد النوادي الرياضية في محلة بربور، وارتبطت معه بعلاقة عاطفية ثم انتقلت للإقامة معه في منزله في محلة الكسليك بعد فترة قصيرة من لقائها به، وبأن الأخير حضر في إحدى المرات الى المنزل وكان مصاباً يومها بحروق عدة في وجهه وفي أنحاء جسمه، وقد أخبرها لدى سؤاله بأن الحروق ناجمة عن احتراقه بمياه رادياتور السيارة، وبأنها لم تكترث حينها للتبرير الذي أعطاها إياه، وراحت تهتم به رغم طباعه السيئة التي بدأت تظهر إثر ذلك.
وتبيّن أنها عرفت بعد أيام من الحادثة أن زوجته التي تعتقد بأنها تُدعى أمل هي من قامت بإحراقه بعدما أرغمها على ممارسة الجنس معه رغم إصابته بمرض السيدا، وأنها تأكدت من صحة ما سمعته عندما شاهدت المتّهم مع زوجته في مقابلة في أحد البرامج التلفزيونية، وأنها قامت حينها بترك منزله ولجأت الى منزل إحدى صديقاتها ريثما تتمكن من تدبير أمورها.
وأفادت أن المتّهم راح يطاردها بعد تخلية سبيله إثر توقيفه بعد ظهوره في البرنامج التلفزيوني المذكور، وقد عمد الى خطفها واغتصابها بعد أن هدّدها بالسكين وبحرق وجهها بمادة الأسيد التي كانت بحوزته، وبأنها لم تكن ترضخ لمطالبه، وكانت في كل مرة تهرب من منزله الى مكان آمن تبقى فيه لفترة زمنية حتى يعثر عليها، وبأنها تقدمت بشكاوى عدة لدى الدرك حول الضرب الذي كانت تتعرّض له، وأنهم في إحدى المرات قاموا بإنقاذها منه وحمايتها بعدما عثروا عليها أثناء قيامه بضربها.
وأدلت بأن المتّهم كان مصاباً بمرض نفسي في تلك الفترة نتيجة إصابته بالسيدا، وكان مهووساً بنقل المرض الى كل الأشخاص والفتيات من حوله، وأنه حاول في إحدى المرات سحب بعضا من دمه بواسطة إبرة في محاولة لحقنها بها لكنه لم ينجح بذلك، وقد لجأت الى جمعية ” كفى” التي أودعتها لدى مأوى رعاية في محلة غوسطا، وأنها أجرت فحوصاً لدى مختبرات مستشفى الجامعة الأميركية بيّنت أنها غير مصابة بمرض السيدا.
وأدلى المتّهم بأنه عاطل عن العمل بسبب وضعه الصحي وهو يقيم في محلة الكسليك من دون أوراق ثبوتية، وأنه كان على علاقة عاطفية مع شيرين وذلك بعد أن التقى بها في أحد الملاهي حيث كان يعمل حارساً ليلياً، وأن علاقته بها استمرت ثمانية أشهر عاشرها خلالها معاشرة الأزواج بعد أن كتب كتابه عليه بشكل ” براني”، وأنها غادرت منزله بعد أن سرقت منه مبلغ ثلاثة آلاف دولار أميركي، وهو لم يجبرها على ممارسة الجنس معه ولم يغتصبها بهدف نقل عدوى السيدا اليها، كما لم يهدّدها بإحراق وجهها بمادة الأسيد خلافاً لما جاء في إفادتها، وأنه لا يرغب بنقل العدوى اليها أو الى غيرها لأنه يدرك صعوبة المرض، وهي تريد أن تزجّ به في السجن لأنه على تواصل مع أشقائها الذين يجهلون مكانها ويريدون اصطحابها الى سوريا.
وتبيّن من محفوظات مكتب مكافحة الإتجار بالأشخاص أنه يوجد في حق شيرين أسبقيّتَين بجرم ممارسة الدعارة، وبحق المتّهم أسبقيّتين بجرم تسهيل الدعارة.
وفي مرحلة التحقيق الإستنطاقي، تبيّن أن المتّهم أنكر ما أُسند اليه، مدلياً بأنه دائن لشيرين بمبلغ ثلاثة آلاف دولار كان قد أودعه لديها عند دخوله السجن، وبأنه لم يجدها عندما غادره، وأن شيرين تغار من صديقته المدعوة أمل، والأخيرة تغار من شيرين، التي كان يعاشرها بالإستناد الى عقد زواج “براني” موجود بينهما.
وتبيّن أن المتّهم كان قد أبرز أمام المحكمة تقريراً طبياً ورد فيه أنه مصاب بمرض السيدا وأنه يعاني من اضطرابات نفسية واكتئاب شديد وتراوده بعض الأفكار التي يجب متابعتها مع طبيب نفسي، وأنه يتمتع بكامل قواه العقلية لكنه يعاني من فترة تقلّبات يمتنع خلالها عن أخذ أدويته لأسباب مختلفة منها مقابلة المدعي العام أو التسريع في محاكمته من قبل الدولة، وأنه في بعض الأحيان يعاني من صعوبة في التنفس.
هيئة محكمة الجنايات في جبل لبنان حكمت بالإجماع بالآتي:
– إعلان براءة المتّهم محمد.غ من جنايات المواد ٥٠٣ و ٥٨٦ مكرّر ١ و٢ من قانون العقوبات وجنحة المادة ٧٣ من قانون الأسلحة والذخائر.
– إسترداد مذكرة إلقاء القبض الصادرة بحقه وتضمينه الرسوم والنفقات كافة.