كتب وليد شقير في” نداء الوطن”: اذا كان من الأفكار المطروحة أن لبنان بات بحاجة إلى صيغة جديدة لأن الحالية لم تعد تفي بالغرض، فإن الفريق الذي يتمسك باتفاق الطائف كصيغة مثلى شرط تطبيقه من دون تشويه، يعتقد أن جذر الأزمة في أخذ “حزب الله” البلد نحو خيارات إقليمية قاتلة هو المشكلة. وفي هذا السياق شدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال حديثه المنفرد مع البابا فرنسيس على أهمية تفعيل اتفاق الطائف وتطبيقه، من باب حفظه العيش المشترك المسيحي الإسلامي كنموذج يشدد الكرسي الرسولي على أهميته، فضلاً عن حفظه حقوق المسيحيين والمناصفة بينهم وبين المسلمين.
لا يملك أي من المراجع الدولية التي التقاها ميقاتي وغيره من القادة اللبنانيين أي جواب حول إمكان الحلول الواضحة للأزمة السياسية في لبنان سواء عبر مؤتمر دولي يجمع اللبنانيين أو غيره. كل النصائح تقتصر على استمرار السعي لجمع الحكومة، وعلى محاولة تطبيق الأولويات المتواضعة لحكومة ميقاتي وهي ثلاث: تحسين وضع الكهرباء وصولاً إلى رفع التغذية إلى 10-12 ساعة، إقرار البطاقة التمويلية، والتوصل إلى اتفاق إطار مع صندوق النقد الدولي يضع عناوين المعالجات للأزمة الاقتصادية المالية، من دون الغوص في أرقام وتفاصيل الإجراءات بل أن يقتصر على مقاربة للحلول، تقوم على زيادة واردات الدولة وتحريك الاقتصاد وإعادة تصحيح مالية الدولة والمصارف ومصرف لبنان وإعادة الهيكلة حيث يجب، على أن يتفق على البرنامج التفصيلي لخطة التعافي لاحقاً، بعد الانتخابات النيابية ثم الرئاسية، ونقطة على السطر. والمطلوب الانتظار والصبر في انتظار أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.