“أسوأ ما يمكن أن يتعرّض له فمكَ في هذه الحياة هو أن تغلقه السلطة ويفتحه طبيب الأسنان”.
الى كاتب هذه السطور غير المعلوم نقول ” بدك تسمحلنا” ببعض من التصرّف فيها، تأسيساً على المشاهد المخزية والمعيبة التي رافقت بالأمس انتخابات نقابة أطباء الأسنان في لبنان والإشكالات التي حصلت، ما أدى الى تأجيلها.
ما شاهده وسمعه و قرأه الرأي العام أمس عبر وسائل الإعلام جعله يقف “فاغر الفم” من دهشة وذهول أصابه لرؤية تفاصيل “حفلة” بدأت بعراك بالأيدي ومشادات لفظية بين أطباء الأسنان المشاركين في عملية الإقتراع، والفوضى العارمة التي رافقت يوم الإستحقاق الإنتخابي، إنتهاءً بتحطيم خمسة صناديق إقتراع من أصل عشرين وإلقاء محتوياتها على “أرض المعركة” في بيت الطبيب في الطيونة، وسط عجز عناصر قوى الأمن الداخلي عن حماية الصناديق ومنع الإعتداء على موظفي فرز الأصوات وفكّ الإشتباك بين الأطباء المقترعين.
لن نعود لمشهدية وأسباب الإشكال الذي دفع بنقيب أطباء الأسنان الحالي روجيه ربيز الى إلغاء الإنتخابات وتأجيلها الى موعد يُحدّد لاحقاً بحسب نظام النقابة الداخلية، وإعلانه عن التوجّه الى القضاء لتقديم شكوى ضد مجهول (هو في الواقع معلوم)، كما لن نكرّر العبارة المتداولة بعد كل إستحقاق إنتخابي سواء في النقابات أو الجامعات :”بروفا لما قد يحصل في الإنتخابات النيابية المقبلة” إن حصلت، بل سنكتفي بالإشارة الى المعادلة المقتضبة الآتية: ” الأحزاب في لبنان تختلف في السياسة وفق مصالحها لكنها تتحالف في النقابات وفق مصالحها أيضاً.”
رحم الله كبير من بلادنا هو الاديب مخائيل نعيمة الذي كتب ذات يوم :” نهشُ الأسنان ولا نهشُ اللسان”.