إنتخابات نقابة أطباء الأسنان… “بروڤا” لسيناريو اكبر!

29 نوفمبر 2021
إنتخابات نقابة أطباء الأسنان… “بروڤا” لسيناريو اكبر!

كانت لافتة الاشكالات التي طبعت انتخابات نقابة أطبّاء الأسنان أمس خلال عملية فرز الأصوات والتي أشعلت فوضى عارمة وسط تضارب بالأيدي وتحطيم لصناديق الاقتراع على خلفية شكاوى من عدم شفافية الفرز ما أدّى الى إلغائها، الأمر الذي أشاع توتّرا جديّا في الواقع النقابي عموماً وفي مختلف النقابات التي ستشهد انتخابات في المرحلة المقبلة.

أسئلة كثيرةٌ تُطرح بعد تطيير الانتخابات في نقابة أطبّاء الأسنان خصوصاً أن الإشكال الذي وقع أمس فتح الباب على مصراعيه لجملة اتهامات في الساحة السياسية تراشقها كل من حزبي الكتائب والقوات اللبنانية وحزب الله في مشهد قد يتكرّر في المرحلة التي تسبق الانتخابات النيابية ويكون مؤشّراً جدياً على امكانية تطييرها.يرى البعض بأن القوى السياسية مأزومة بشكل كبير وأنها قد تلجأ الى تأجيل الانتخابات النيابية بأقلّ تقدير لحماية وجودها في المجلس النيابي، لكنّ هذا الامر، وبعيدا عن امكانية حصوله، مرّ باختباره الأول في أحداث “الطيونة” حيث اشتبكت “القوات” مع “حزب الله” و”حركة أمل” في مشاهد عنيفة ودامية ما أدّى الى سقوط عدد من الضحايا وحدوث “معركة عسكرية كاملة من دون أن يؤدي ذلك الى طرح فكرة التأجيل.

بعض الذين هم أكثر واقعية، يتحدّثون عن أن تطيير الانتخابات النيابية لا يبدو هدفاً للقوى السياسية وإنما رفع سقف الهجوم السياسي في ما بينها هو لشدّ العصب الشعبي من حولها في محاولة لتحسين واقعها وترميم قواعدها المتشظّية من الرأي العام لكنّ هذا التصعيد السياسي والإعلامي والطائفي الى حدّ بعيد قد يؤدي بشكل أو بآخر الى انفلات الشارع وُيحدث فوضى اجتماعية عارمة تفتح الباب بدورها امام تطيير الانتخابات كليّاً.وبحسب مصادر مطلعة فإن الانتخابات في لبنان كانت محكومة تاريخياً بعدة شروط أهمها الاستقرار السياسي والاجتماعي، وبالتالي فإن الذهاب الى انتخابات في ظلّ حدّة الانقسام الحالي المترافق مع عمليات التحريض التي تحصل بين القوى السياسية من جهة وبين المجتمع المدني من جهة أخرى، قد يكون خطيراً جداً ويؤدي الى أزمة فعلية تجعل من لحظة الانتخابات قنبلة موقوتة سيسعى كثر الى تجنّبها.من هُنا، يمكن توصيف ما حصل في انتخابات نقابة أطباء الأسنان باعتباره نموذجاً مصغّرا عما قد تؤول اليه الاوضاع في المرحلة المُقبلة، خصوصاً في ظلّ الحديث عن أن أحد المرشحين الحزبيين وجد نفسه عاجزاً عن الفوز، فقام بافتعال هذه الأزمة التي تطوّرت الى إشكال بسرعة البرق بسبب احتقان بين الاطراف السياسية، ما أدّى الى تعليق الانتخابات. فماذا لو استشعرت القوى السياسية مثلا عدم قدرتها على النجاة في المعركة النيابية المقبلة؟ وماذا لو لمست قوى التغيير عجزها عن تحقيق نتائج ايجابية مُجدية؟ هل سيقبل داعموها على المستوى الدولي بخسارتها وتكريس خصومها من القوى السياسية مجددا في الساحة اللبنانية؟جميعها أسئلة يجب أن تطرح بشكل جدّي قبل أن تتجه الامور الى طريق مسدود، فهل يكون ما حصل “بروڤا” لسيناريو اكبر؟