افتتحت مؤسسة مياه لبنان الجنوبي، بالشراكة مع اليونيسف وتحالف “سبيل” وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، “منظومة معروب المائية” المستدامة التي يستفيد منها 135,000 شخص، وتتكون من الخزانات الإقليمية، وتحديث محطة ضخ يانوح، وتركيب خط الضخ الرئيسي من محطة مياه يانوح وخطوط إعادة الضخ بالجاذبية الى ثلاث قرى. وتشمل إنشاء منظومة مائية مستدامة تحتوي على خزانين بسعة إجمالية 5000 متر مكعب (2500 متر مكعب لكل خزان)، وتم تجهيزهما بمصدر طاقة مستدامة من خلال تركيب وتشغيل نظام لانتاج الكهرباء يعمل على الطاقة الشمسية، مما يقلل من الإعتماد على كهرباء الشبكة العامة او المولدات العاملة بالديزل وضمان توفر آليات عمل وتشغيل مستدامة وصديقة للبيئة، والحفاظ على التشغيل المستدام للبنية التحتية.
ويتيح الموقع المرتفع للخزانات جر المياه وتوزيعها بواسطة الجاذبية إلى القرى التي ستستفيد من المنظومة، مما يخفض من كلفة فاتورة الطاقة لدى تشغيلها.
ضاهر
وأكد المدير العام لمؤسسة مياه لبنان الجنوبي الدكتور وسيم ضاهر “أهمية شراكة المؤسسة مع اليونيسف، وتحالف سبيل، والاتحاد الاوروبي والتي اثمرت مجموعة من المشاريع الحيوية لتطوير البنية التحتية لمنشآت المؤسسة وكافة مستويات الانتاج والتوزيع والصيانة”.
وشدد على “الدعم الحيوي الذي قدمه الاتحاد الأوروبي من خلال اليونيسف وشركاء آخرين، لا سيما في ما يتعلق بإنشاء الخزانات الـ 13 والموزعة على مختلف قرى وأقضية الجنوب ومشاريع الربط بين المحطات والخزانات ومنظومات التحكم والتشغيل والطاقة”.
وقال: “لي ملء الثقة بقدرة المؤسسة على تلبية الطلبات الحالية والمستقبلية على المياه في المنطقة المحيطة بمنظومة المياه هذه، وأدعو السكان المقيمين للانضمام إلينا كمشتركين جدد، مع التأكيد على أهمية محافظة المشتركين الحاليين على حسن نيتهم ومتابعة التزامهم بدفع فواتير المياه الخاصة بهم”.
وشكر بلدية معروب على “تعاونها الدائم ومنحها موقع خزان معروب الإقليمي”.
سكوارسيلا
بدورها، شددت نائبة رئيس التعاون في الاتحاد الأوروبي أليسيا سكوارسيلا على أن “مشروع معروب، الذي تنفذه اليونيسف وتحالف سبيل، هو مثال ناجح على الشراكة القوية التي بناها وفد الاتحاد الأوروبي مع مؤسسة مياه لبنان الجنوبي”، وقالت: “ينبغي ربط بلديات طورا وجناتا ودير قانون النهر وبدياس وبرج رحال والعباسية، ونحن نعمل على ضمان حصول ذلك في المستقبل القريب”.
وأشارت الى أن “المشروع يضمن بنية تحتية صلبة، وسيتم خفض تكاليف تشغيل الآبار والمولدات الكهربائية في تسع بلدات”، مؤكدة “وجوب التصدي للتحديات التي تواجه ضمان توفير خدمة مياه مستدامة ومستمرة للجميع”.
وأوضحت أنه “في ظل الظروف الصعبة الراهنة التي يمر بها لبنان، يجب أن يكون هناك تفكير جدي على الصعيدين الوطني والمحلي في التحديات التي تواجه الحصول على المياه لضمان استدامة الخدمة، وتقع المسؤولية في ذلك على عاتق الجميع”.
ولفتت الى أن “الالتزام العام بسداد فواتير المياه المستحقة هو حجر الزاوية لضمان استقرار واستمرارية شبكة المياه، حيث تلعب البلديات دورا رائدا في تشجيع الأسر على الاشتراك وبذل الجهود اللازمة لدفع فواتير المياه ومع ضمان مؤسسات المياه في المقابل تأمين المياه للجميع على حد سواء”.
موكو
أما ممثلة اليونيسف في لبنان يوكي موكو فأشارت إلى أن “استمرار الحصول على إمدادات المياه العامة أمر ضروري لجميع المجتمعات، لا سيما خلال هذه الأوقات العصيبة، حيث تتعرض الخدمات الحيوية بما في ذلك المياه والصرف الصحي وشبكات الطاقة والرعاية الصحية لضغوط هائلة”.
وقالت: “اليونيسف تعمل بشكل وثيق مع أربع مؤسسات للمياه في لبنان، ونهنىء مؤسسة مياه لبنان الجنوبي وتحالف سبيل على التنفيذ الناجح لهذا النظام الحيوي بفضل التزام الاتحاد الأوروبي،الذي يعمل باستمرار مع اليونيسف وشركائها، للوصول إلى الأطفال والأسر الأكثر ضعفا بالمياه المأمونة والنظيفة”.
أبيل
وشرحت ممثلة تحالف “سبيل” ميردزا أبيل التفاصيل التقنية لمساهمة التحالف الذي يضم “مبادرة العمل ضد الجوع” ومنظمة الرعاية وSCIP وACTED في المشروع، وشكرت الشركاء على دعمهم، قائلة: “نشكر الاتحاد الأوروبي على ثقته الكاملة ودعمه طوال تنفيذ هذا المشروع الاستراتيجي والمستدام اقتصاديا، والشكر أيضا لمؤسسة مياه لبنان الجنوبي على التعاون المستمر، ولمنظمة الأمم المتحدة للطفولة لمساهمتها من خلال دعم المشروع”.
وهنأت “جميع الذين ساهموا في إنجاح هذا المشروع، لا سيما فرق رابطة الدول المستقلة، والعمل ضد الجوع، ومنظمة الرعاية، وعلى جهودهم الكبيرة وتنسيقهم المذهل في العمل على تحقيقه”.
يذكر أن خطة مؤسسة مياه لبنان الجنوبي تتضمن ثلاث مراحل، يتم في الأولى منها ربط ثلاث قرى على أن تستكمل المرحلتان الثانية والثالثة لربط 6 قرى اضافية. ويعتمد تنفيذ هذه المراحل الثلاث على توافر التمويل الكافي والمستدام.
