كتبت” الاخبار”: ١٤يوماً مرّت على «عزل» أهالي جرود الهرمل بسبب الانقطاع الكلي للإرسال وغياب كل خدمات الاتصال في المنطقة. يشكو هؤلاء، كغيرهم من سكان المناطق النائية، من الغياب «الدوري للإرسال لعشرة أيام شهرياً على الأقل»، وفق ما أكد عدد منهم لـ«الأخبار».
يوم الجمعة الماضي، وبعد مناشدات لوزير الاتصالات جوني قرم، صدر عن مكتب الأخير بيان أوضح فيه أن ضعف الإرسال في المنطقة «ناتج من توقف السنترال التابع لشركة تاتش عن العمل إثر تعرّضه للسرقة، ما يؤثّر بصورة دائمة على إرسال شركة ألفا». وأكد أنه أعطى تعليمات لإعادة سير العمل في السنترال، مُشيراً الى أن «شاحنتين محمّلتين بالفيول في طريقهما الى الهرمل (…) والوزير يواصل مساعيه لتأمين مادة المازوت لشركتَي الخلوي وهيئة أوجيرو».
ولكن حتى ليل أمس، لم ير أهالي تلك المناطق أثراً للشاحنتين، فيما لا تزال الأعطال مستمرة، وناشد الأهالي قرم معالجة الموضوع وتحديد الجهات التي تتقاعس في تأدية دورها «واتخاذ الإجراءات التي تكفل عدم تكرار الأمر»، وخصوصاً أن مادة المازوت متوافرة في الأسواق، «وبالتالي فإن حجة انقطاع المازوت غير قائمة»، وفق أحد سكان بلدة وادي التركمان في جرود الهرمل، لافتاً إلى «ضرورة معرفة السبب الحقيقي الذي يجعل هذه المناطق دون غيرها تتعرّض لهذا التقنين القاسي الذي يؤثر على حياة الآلاف من سكان هذه المناطق الداخلية التي يتجاوز ارتفاعها الألف متر والمعرّضين مع اقتراب فصل الشتاء للانعزال عن العالم بسبب تراكم الثلوج، ما يفاقم الحاجة الى التواصل مع العالم الخارجي عند أي حدث طارئ». ويسأل كثيرون من الأهالي عما إذا كان هناك «تلاعب بالكميات الخاصة بالمناطق الجردية».
في حديث سابق إلى «الأخبار»، قال قرم إنه أطلق على نفسه لقب «وزير المازوت»، في إشارة الى أن كل جهوده منصبّة على ضمان استمرارية الاتصالات، فيما يبدو سكان تلك المناطق بحاجة الى ما هو أكثر من تأمين المازوت، «نحن بحاجة الى معرفة كمية المازوت المخصصة لمحطاتنا ومراقبة أداء الجهات الموكلة تزويد منطقتنا بها».