كتبت غادة حلاوي في “نداء الوطن”: أخيراً انطلقت جولة المفاوضات الجديدة من مباحثات الملف النووي الإيراني في العاصمة النمسوية فيينا. آمال كبيرة معلّقة على نتائج هذه المفاوضات وأسئلة حول مستقبل الاتفاق النووي، وما سيبنى على هذه المفاوضات من نتائج على مستوى المنطقة. وفي لبنان الذي اعتاد رهن ملفاته الداخلية بمسار التطورات من حوله، يترقب ما سيخرج عن هذه المفاوضات من انعكاسات سيكون لها وقعها على حل أزماته المتراكمة. لكن الرهان على نجاح المفاوضات النووية لن يفي غرضه بالضرورة أقله في القريب العاجل
يؤكد خبير في الشؤون الايرانية ان الاتفاق سينعكس حتماً على دول المنطقة ككل. كل دول المنطقة بحاجة الى تسوية وليس الى الحرب، تعاني ايران من ازمة اقتصادية وتركز اهتمامها على الموضوع النووي ورفع الحظر، للسعودية أزمتها في اليمن، ولأميركا أزماتها الوجودية ومواجهتها مع الصين وروسيا وما يتفرع عنها، ولذا اعلنت انسحابها من العراق وبصدد الانسحاب من سوريا ومنع اسرائيل من المغامرة تجاه إيران، لاأن ذلك سيعرض المنطقة لحرب وجودية بين محورين، فكان الخيار الاميركي الأوحد هو التفاوض مع الايراني بدل التجاه نحو تصنيع اسلحة نووية. هدف الاميركي ان يكون وضع المنطقة متأرجحاً بين لا حرب ولا سلم اي لا استقرار بحيث لا تستطيع الاطراف المحسوبة عليه الاستغناء عنه.
في المرحلة الحالية قد يكون استقرار المنطقة من مصلحة اميركا، فيما تعيد ايران ترتيب اوراقها مجدداً، وبضوء اخضر اميركي بوشرت المفاوضات الايرانية السعودية، وتقول المعلومات ان الجولة الاخيرة أفضت الى ايجابيات على مستوى العلاقات الثنائية، وقد زار وفد سعودي أمني ايران مؤخراً وبحث في امكانية اعادة فتح السفارة وتبادل التمثيل الديبلوماسي. ويفترض ان الجولة الخامسة والتي ستحصل خلال اسبوعين في العراق ستشهد بحثاً في القضايا غير الثنائية اي تلك المتعلقة بقضايا المنطقة، ولكن على اساس عودة الاستقرار والوجود الاجنبي فيها. فهل سيحل لبنان ضيفاً على هذه الجولة؟
الجواب، وإن كان ايجابياً لكن ليس على صورة ما يتم تصويره في لبنان، ذلك ان الايراني لا يزال على موقفه الثابت برفض التفاوض عن حلفائه سواء في لبنان او اليمن، كونهم الأدرى بتفاصيل واقعهم السياسي، ولكن لهم ان يساعدوا متى طلب منهم ذلك.
في المحصّلة مجرد ان تخرج جولات المفاوضات سواء في فيينا او العراق بنتائج ايجابية يعني حكماً حلحلة في المنطقة. لكن تبقى الامور مرهونة بخواتيمها ولنا ان ننتظر ما ستخرج به نتائج المفاوضات السعودية الايرانية، وهنا بيت القصيد.