لماذا لا تتوحد قوى التغيير؟

1 ديسمبر 2021
لماذا لا تتوحد قوى التغيير؟

المعارضة او القوى التغييرية ليست واحدة، وليست موحدة الآراء وليس من المطلوب ان تكون براي واحد في كل مفصل او تفصيل على حد قراءة الوقائع للصحافي وعضو مؤسس في رابطة المودعين هادي جعفر الذي بنظره ان هذه المجموعات تجتمع على قاعدة مواجهة المنظومة الفاسدة، اما استراتيجات العمل وتكتيكاته قد تختلف بينها وهذا حق مشروع. لذا “القول بان المعارضة تقسّمت في الانتخابات النقابية، خاطئ، فهي لم تكن موحدة اساسا، ليست جسما واحدا ولا يجب ان تكون” وفق جعفر الذي يقيّم كل تجربة تجمع أكبر عدد من القوى التغييرية في الانتخابات ستبعد شبح تشتيت الاصوات و”لكن وان لم يحصل ذلك فذلك ليس بخطيئة، عملية التغيير لها مسار طويل، ويحتمل الكثير من الأخطاء والهزائم والتجارب والانتصارات”.

يستبعد فكرة التغيير وزوال المنظومة بفترة قصيرة باعتبار ان مسار التغيير بدأ منذ الـ ٢٠١٥ واستمر في محطة ١٧ تشرين ٢٠١٩ ولا يمكن ان يتوقف. الا ان جعفر يؤكد ان هذه المنظومة تعرف انها زائلة حتما، ومن هنا يأتي استشراسها بوجه الثورة في العام ٢٠١٩ وبوجه الناس عبر تجويعهم وبوجه الانتخابات عبر تكسير الصناديق، وبالترهيب والتهديد قبيل الانتخابات النيابية ربما.

اما من ناحية خوض الأحزاب منفردة الانتخابات يعتبر ان تلك الاحزاب “مصلحية لا مبدئية، بالتالي قد تتناحر في دائرة انتخابية وتتحالف في اخرى، او قد تتحالف في نقابة وتتخاصم في أخرى” لكن على حد تعبيره “سواء تحالفت ام لا، بالنسبة إلى جمهور عريض هي على تنوعها، هيكل واحد معجون بالفساد والمحاصصة، ومسؤولين بالتكافل والتضامن عن جوع الناس وخسارة ودائعهم وعن العتمة وانهيار البنية التحتية وسرقة الاملاك البحرية واللائحة تطول في الفساد والوساطة والاستزلام”.
على قوى المعارضة ان تقدم خطابا اكثر قربا للناس وفق جعفر لا الاكتفاء بشعارات “كلن يعني كلن واسقاط النظام” لذا بنظره يجب على قوى التغيير ان تقدم حلولا واضحة للمشاكل الحياتية اليومية وصولا الى الازمة الاقتصادية وأي اقتصاد نريد وأي قضاء وأي سياسة خارجية.

في استراتيجية قوى المعارضة على حد نصيحته يجب استهداف الناس بهذا الخطاب اذ ان “صفحاتنا لا تكفي ولا مجموعات الواتس اب ولا اجتماعات المجموعات.. يجب ان نذهب الى الارض، ونجول ونحدث الناس، والا اصبحنا معزولين في دوائرنا، نتحدث ليرد الصدى”. هكذا الدعوى الى الصبر، وادراك ما يربط هذه المنظومة بالناس من حاجات ومصالح تخاف عليها امر مشروع مضيفاً انه “من حق الناس ان لا يقتنعوا بعد بوجود بديل يريد بناء دولة تكون مسؤولة عن جاجاتهم دون الحاجة للزعيم واعوانه”.

هكذا يختصر بصبر وهدوء وثبات ان عملية بناء الثقة بمصداقية البديل تحتاج وقتا، ومن الخطأ اعتبار هذه الانتخابات مفصلية للقوى المعارضة.

المصدر: الخبر