هل يُفشل تيار المستقبل تحالف القوات والاشتراكي؟

1 ديسمبر 2021
هل يُفشل تيار المستقبل تحالف القوات والاشتراكي؟

حتى اللحظة لم يحسم تيار المستقبل خياراته الإنتخابية، اذ انه من غير الواضح ما اذا كان التيار سيخوض الانتخابات النيابية المقبلة بلوائح رسمية ام بشكل فيه مواربة، كما ان ترشيح زعيم المستقبل الرئيس  سعد الحريري لم يحسم بعد.

تحكم القرارات الانتخابية لتيار المستقبل الكثير من التعقيدات، من المصير السياسي لآل الحريري وصولا الى العلاقات الخارجية وكيفية ترميمها، ولعل التفاصيل الداخلية ستكون اقل العوامل التي ستساهم في حسم المستقبل لخياراته.
لكن اتخاذ المستقبل قراره بخوض الانتخابات وحيدا من دون تحالفات، وهو امر تتقدم حظوظه بشكل كبير، او عبر تحالفات سياسية تقليدية، سيكون له تبعات جدية على الواقع الانتخابي في لبنان، اذ لا يزال التيار الازرق قادرا على فرض ايقاعه في اكثر من دائرة.

تقول مصادر متابعة ان التوجه الغالب لدى تيار المستقبل يقضي بأن تقتصر تحالفاته السياسية على بعض الشخصيات الوازنة في هذه الدائرة او تلك، لتحصين لوائحه وفق القانون الحالي، ما يعني الابتعاد عن التحالفات الشاملة مع قوى سياسية كبرى.لكن بالرغم من هذا التوجه، قد يجد المستقبل بعض القوى السياسية الجاهزة بشكل جدي للتحالف معه انتخابيا، ولعل اهمها الحزب التقدمي الاشتراكي ، اذ ان النائب السابق وليد جنبلاط لديه رغبة بأن يحافظ على المدى الاعمق من العلاقة مع بيت الوسط.لكن ماذا لو قرر المستقبل التحالف مع الحزب الاشتراكي في دوائر مثل الشوف وعاليه وبيروت الثانية والبقاع الغربي، هل ستكون القوات اللبنانية جزءا من التحالف؟ هذه الفرضية بدأت تطرح بشكل جدي على الساحة السياسية اللبنانية خصوصا ان تيار المستقبل قد لا يرغب بالشراكة مع معراب.من المحسوم ان المصلحة الاشتراكية تكمن بالتحالف مع المستقبل لانه قادر على دعمه سنيا بشكل كبير في الشوف وعلى تحسين فرص فوز نائبه في بيروت الثانية وضمان فوز مرشحه في البقاع الغربي، لكن، وفي الوقت نفسه، فان جنبلاط اعلن عن تحالفه مع القوات الامر الذي بات واقعا لا يمكن تجاوزه.يقول بعض المتابعين ان العودة الى التحالفات التقليدية قد يكون باب الخلاص للقوى السياسية ما قد يؤدي الى اضعاف فرص المجتمع المدني، لكن في الوقت نفسه فإن الجفاء السياسي بين بيت الوسط ومعراب قد يلعب دورا في جعل تقاربهما مستحيلا، لتصبح الكرة، وفق السيناريو المذكور، بيد الحزب الاشتراكي حصرا.