كتبت هيام قصيفي في” الاخبار”: لا يمكن التعامل مع اعتراض قوى مسيحية على أداء حزب الله وتبدّل صورته فقط من منظار الاستخفاف بالشخصيات (ولا سيما الجدية منها) التي تنتقده أو بالقوى التي تعارضه. لأن هذا الكلام يعبّر عن مزاج شعبي يتوسّع، وازداد حدّة بعد حادثة الطيونة وخطاب نصر الله حولها، وهو كلام يصبح أكثر تجذراً حين يصبح على لسان نخب أكاديمية ودينية لم تكن الى وقت قريب تتحدث به، أو تعبّر عنه بهذا الوضوح، وصارت تردد عناوين وشعارات وحوادث متداولة. من الطبيعي أن يكون هناك طامحون في السياسة لتقديم خدماتهم للسعودية وكسب ودّها في هذه المرحلة من باب العداء لحزب الله. لكن اختصار مشكلة الحزب وصورته لدى «الآخرين» بالعلاقة مع السعودية أو واشنطن، هو تقليل لها. إلا إذا اعتبر حزب الله أن هذا الوضع لا يزعجه ولا يربكه، لأن صناديق الاقتراع الخاصة به لا تأخذ في الاعتبار هذا الكلام. لكن صورة حزب الله لا علاقة لها بالانتخابات، بل بالصورة العامة التي تحتاج الى مراجعة والتعامل بجدية مع هذا الرفض المتصاعد له في قواعد بعضها غير معروفة بأنها تكنّ له العداء. فمشهد توزيع المازوت الإيراني الذي كسب به ودّ بلديات وقوى حزبية، ينتهي مع احتراق المازوت، لأن البلديات نفسها والمستفيدين أنفسهم يتعاملون على قاعدة المصالح الخدماتية مع جميع القوى. والمصالح الانتخابية الظرفية لا تلغي أن هناك عناوين سياسية وشعبية لم تعد تجد لها صدى شعبياً لدى خصوم الحزب. والقضية لا تتعلق هنا بمأكل ولا مشرب أو لباس. هناك ما هو أعمق من ذلك. مشكلة حزب الله مع القوى الأخرى ليست في خطاب القيادات السياسية من الصف الأول لأن لهذه القيادات حساباتها الخاصة وتسوياتها السياسية. المشكلة الحقيقية هي في القاعدة. وهي اليوم على خصومة مع الحزب أكثر من أي وقت مضى.