قال رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط في مقابلة مع موقع “Ici Beyrouth” إنّ “لبنان تحت السيطرة والهيمنة الإيرانية من خلال حزب الله”، موضحاً أنّ “الكارثة الاقتصادية ترتبط أيضاً بإفلاس النظام اللبناني وفساد الطبقة السياسية، إضافة إلى الاعتماد بالدرجة الأولى على السياحة والمصارف والمطاعم والتي لم تعد تعمل”، وأضاف: “يجب إقامة اقتصاد مُنتج”.
وشدّد جنبلاط على أن تخلي الدول عن لبنان يعني تسليمه لـ”حزب الله”، وأردف: “أودّ أن يحيي السعوديين تقاليدهم وأن يستأنف ولي العهد محمد بن سلمان عادات والده وأعمامه الذين قضوا حياتهم في لبنان، وصيفهم في لبنان وعرفوا بيروت جيداً. إنهم يتخلون عن البلاد للإيرانيين وهؤلاء يفعلون ما يريدون.. هذا ليس منطقياً”.
وردًا على سؤال حول الحكومة، قال جنبلاط: “هناك ربط بين عقد جلسة مجلس الوزراء وبين التحقيق في انفجار مرفأ بيروت.. هذا سخيف، وبصرف النظر عن انفجار مرفأ بيروت، فإنّ لبنان قد شهد 36 عملية اغتيال سياسية، ناهيك عن محاولة اغتيال كل من مروان حماده وإلياس المر ومي شدياق. وهذا يرفع العدد إلى 39، ثم هناك الاغتيال الجماعي في 4 آب، وكل هذا مرّ من دون أيّ مذكرة توقيف، باستنثاء واحدة”.
وتابع جنبلاط: “نحن بحاجة إلى التحقيق في ملفأ انفجار المرلإا. لقد اتهمت بعد الكارثة علناً النظام السوري بجلب نيترات الأمونيوم إلى لبنان، والتي كان يستخدمها في قصف البلدات والقرى السورية بطائرات الهيليكوبتر”.
وعن سبب إحضار النظام السوري النيترات إلى بيروت، يقول جنبلاط: “في ذلك الوقت، كانت منطقة حمص لا تزال مشتعلة، لذا كان محور بيروت – دمشق أكثر أماناً، وذلك بعد الإتفاق الأميركي الروسي بشأن الأسلحة الكيماوية السورية”.
وفي تعليق على تصريحات رئيس الجمهورية ميشال عون لقناة “الجزيرة”، والحديث عن تمديد ولايته في حال طلب منه مجلس النواب ذلك، قال جنبلاط: “البرلمان لن يطلب ذلك بتاتاً، سيكون هناك دائما أغلبية أو أقلية كي تقول لا. كنا 29 نائباً في السابق وقلنا لا لتمديد ولاية إميل لحود في العام 2004. وبالتالي لا يمكن لعون أن يعارض رغبتنا في نهاية عهده، وعليه أن يرحل”.
واعتبر جنبلاط أنّ “تمديد ولاية عون سيكون تصرفاً غير دستوري”، مشيراً إلى أنّ “طموح عون السياسي الحقيقي هو تسليم السلطة بطريقة غير دستورية إلى صهره النائب جبران باسيل على الرغم من كل الصعاب والعقبات”. وأضاف: “لا أعتقد أنه يستطيع فعل ذلك، وإجراء الانتخابات يمكن أن يمنع ذلك، إضافة إلى الشارع اللبناني الذي سئم من هذه السلطة”.
وردًّا على سؤال حول احتمال عدم إجراء الانتخابات التشريعية، قال جنبلاط: “الانتخابات ستجري، لكن التيار الوطني الحر يريد تعديل القانون الحالي، وهذا يعني أنه سيتعين علينا العودة إلى القانون القديم، وأن المغتربين سيتمكنون فقط من انتخاب 6 نواب يمثلون 6 قارات. وهنا لا أدرى كيف سنقسمهم. الأمر سخيف ببساطة. والهدف الحقيقي هو الحد من فعالية تصويت المغتربين”.
وعمّا يتردّد حول إمكانية حصول حدث أمني محتمل يمنع إجراء الانتخابات، علّق جنبلاط: “أتمنى ألا يحدث ذلك، ولكن في الوقت نفسه يجب ألا ننسى أنّ هذا البلد لم تتوقف فيه دورة الاغتيالات، وبالتالي من المستحيل معرفة ماذا سيحدث، كل شيء ممكن”.
وعند سؤاله عن التحالفات السياسية التي ستعقد في الانتخابات التشريعية المقبلة، أوضح جنبلاط أنه “من المستحيل عقد تحالفات مع الثورة، فهم يعتبروننا من رموز الطبقة السياسية القديمة”، وأضاف: “لا مشكلة في ذلك. المهم أن يحدث التغيير وأن يتمكن الناس من التصويت”.
وتابع جنبلاط: “الوضع السياسي يبدو جيداً بالنسبة للقوات اللبنانية، وأتمنى في هذا السياق أن يعود سعد الحريري إلى لبنان كي يبقى لاعباً أساسياً في هذا الخط السيادي”، وأضاف: “الحريري لا يزال يمثل غالبية السنّة، وغيابه سينعكس على هذه الطائفة التي ستنقسم وقد يدفعهم بعض الأباطرة نحو سوريا”.
وعن علاقته بحزب الله، قال جنبلاط: “نحن دائماً نتحاور، لكن هذا الحوار يتحوّل أحياناً إلى “حوار طرشان”، وفي أحيان أخرى يكون ضرورة، فالحزب في النهاية موجود”. وانطلاقاً من وجهة النظر نفسها، يتحدث جنبلاط عن “ضرورة الحوار مع رئيس الجمهورية ومع التيار الوطني الحر الذي يمثل قاعدة مهمة داخل مسيحيي الجبل، كما مع القوات اللبنانية وممثلي الثورة والمستقلين”، معلقاً: “لا يمكن تجاهل كل هؤلاء”.
ورداً على سؤال حول المفاوضات النووية الجارية في فيينا بين طهران والمجتمع الدولي ومخاطر حدوث انزلاق أمني واسع في حال فشلها، قال جنبلاط: “لا أخشى أي حرب. أخشى فقط أن يختفي لبنان في مفاوضات فيينا. وهنا يجب تذكير المحاورين الكبار في فيينا، روبرت مالي وآخرين، بأن هناك دائمًا لبنان، وهذا البلد يستحق أن يؤخذ بعين الاعتبار، ولا يمكن استعماله كطعم، والتضحية به على مذبح المصالح الإقليمية والدولية”.وأضاف: “وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر سلّم لبنان للسوريين منذ زمن بعيد، ولكن هذه المرة سيكون الوضع أسوأ”.