في آذار الماضي، أوقفت دورية من مكتب معلومات بيروت المتّهم طه.ب أثناء انتقاله على متن سيارة كيا حيث ضبطت بداخلها كيس نايلون فيه ٥٨ علبة بلاستيكية تحتوي على مادة بيضاء يُعتقد بأنها مخدرات من نوع كوكايين ومبلغ مالي وهاتف يحمل شريحتين.
بالتحقيق معه، أفاد أنه انتقل من منزله في محلة برج البراجنة باتجاه غاليري سمعان، بعد أن اتصل به المدعو علي.م طالباً منه ملاقاته خلف محل كعك أبو عرب، وأنه بوصوله الى المكان المحدّد، شاهد سيارة جيب شيروكي قام مَن بداخلها بتشغيل وإطفاء الضوء الأمامي، فتوقف بشكل ملاصق لسيارته واستلم منه كيس نايلون أسوداً و علبة بلاستيكية ومبلغاً مالياً، وقال إنه سيرسل له location، وأنه عند وصوله الى النقطة المحدّدة سيجد شاباً يعتمر قبعة رياضية حمراء، وسيطلب منه هذا الأخير أن يقلّه معه الى محلة كورنيش المزرعة، وأنه إذا وجد سيارة من نوع Envoy فإن الشاب يعرف ما عليه فعله، واذا لم يشاهد الجيب ينزل الشاب مع الكيس ويغادر، مضيفاً أنها ليست المرة الأولى التي يوصل فيها بضاعة مخدرات الى عناوين يزوده بها علي.م وأنه يتعاطى الكوكايين.
وبدراسة الرقمَين المستخدمَين من قبله، تبيّن وجود تواصل مع الرقم المستخدم من قبل عباس.م المطلوب بجرم الإتجار بالمخدرات، واتصال ثانٍ مع طارق.غ المشتبه به بترويج المخدرات، وثالث مستخدَم من قبل أبو علي.م ورابع مستخدَم من قبل علي.م، كما تبيّن وجود تواصل مع رقم شخص محفّظ بإسم Anto.
وبالتوسّع في التحقيق لدى مكتب مكافحة المخدرات المركزي، كرّر المتّهم طه إفادته، مضيفاً أنه بدأ بتعاطي الكوكايين منذ نحو خمس سنوات بشكل متقطع وهو يستحصل على حاجته من داخل حي فرحات من شخص يصادفه هناك يقوم بترويج المخدرات، وكذلك من علي.م،مفيداً أن الأخير يقوم بإيصال أغراض خاصة، وأنه في أواخر شهر شباط طلب منه التوجّه الى عاليه حيث التقى بسيارة من نوع هيونداي قام سائقها بإعطائه علبة بلاستيكية بداخلها كيس محكَم الإغلاق، وبعد أيام طلب منه إيصالها الى محلة ضبية حيث حضر شخص على متن سيارة كيا وأخذ منه العلبة، وأنه عاد والتقى بالمدعو علي.م في محلة طريق المطار حيث استلم منه علبة بلاستيكية ومبلغاً مالياً وطبّة(مشتقة من الإنكليزية Tabوهي علبة مستطيلة تُحفظ فيها المخدرات) بداخلها غرام واحد من بودرة الكوكايين، وطلب منه تسليم البضاعة الى شخص في محلة برج البراجنة لتتكرّر العملية مرات عدة، وأنه أطلق على صاحب أحد الأرقام التي يتواصل معها إسم Bobzi وأنه لا يعرف المدعو عباس.م.
وبسؤاله عن تواصله بالرقم المسجّل بإسم طارق.غ أجاب أنه لا يعرف مدى علاقته بترويج المخدرات ولم يسبق أن تعاطى معه أو اشترى منه شيئاً.
وبسؤاله عن رقم آخر محفّظ، أجاب أنه يعود الى قريبه حسين.ب وهما يتعاطيان سوياً المخدرات وأحياناً يزوّده بحاجته منها، وعن الرقم المحفّظ بإسم Bilal، أجاب أن الأخير صديقه وهو أردني الجنسية ويطلب منه أحياناً المخدرات.
وأمام قاضي التحقيق في بيروت، إعترف المتّهم طه.ب بتعاطيه المخدرات نافياً ترويجها، مفيداً أنه كانت لديه شكوك حول البضاعة التي كان ينقلها إلا أنه علم لاحقاً بأنها مخدرات.
وأمام المحكمة، وفي الجلسة العلنية، أنكر المتّهم ما أُسند اليه مفيداً أن كمية المخدرات المضبوطة زنة ٣٥ غراماً هي لتعاطيه الشخصي، وقد اشتراها بمبلغ ثلاثة ملايين ليرة لبنانية، موضحاً أن عائلته تملك محطتي محروقات، وقد أخذ غلّة إحداها لشرائها.
وأضاف أنه تعرّض لحادث سير منذ بضع سنوات وأُصيب بنزيف في الرأس، وأن الأدوية التي وصفها له الطبيب المعالج لم تكن تزيل الألم فنصحه أحد الأشخاص بتعاطي الكوكايين كي يرتاح من الألم.
وباستجواب الظنّين حسين.ب، اعترف بتعاطيه الكوكايين مرة واحدة مع المتّهم طه.ب.هيئة محكمة الجنايات في بيروت برئاسة القاضي سامي صدقي حكمت بالإجماع بالآتي:- تجريم المتّهمين عباس.م و محمد.د و علي.م بالجناية المنصوص عنها في المادة ١٢٥/ مخدرات، وإنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة بحقهم، وتغريم كل واحد منهم مبلغ خمسين مليون ليرة لبنانية، ومنح المتّهم علي.م الأسباب المخفّفة وتخفيض العقوبة المقضي بها والصادرة بحقه الى الأشغال الشاقة مدة خمس سنوات، والغرامة الى خمسة ملايين ليرة لبنانية، على أن تُحتسب له مدة توقيفه الإحتياطي واحتساب السنة السجنية تسعة أشهر.- تجريم المتّهم طه.ب بالجناية المنصوص عنها في المادة ١٢٦/ مخدرات، وإنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة به وتغريمه مبلغ خمسين مليون ليرة لبنانية، ومنحه الأسباب التخفيفية وتخفيض العقوبة المقضي بها والصادرة بحقه الى الأشغال الشاقة مدة خمس سنوات والغرامة الى خمسة ملايين ليرة لبنانية على أن تُحتسب له مدة توقيفه الإحتياطي.- إدانة الظنّين حسين.ب بالجنحة المنصوص عنها في المادة ١٢٧/ مخدرات، وحبسه سنداً لها مدة ثلاثة أشهر، وتغريمه مبلغ مليوني ليرة لبنانية.