ينشغل العالم بالإجابة على سؤال من أين أتى أوميكرون، السلالة الجديدة من فيروس كورونا، أمّا في لبنان فالسؤال الأخطر ماذا لو أصابنا المتحور في العمق، ونحن نعاني ما يجعلنا في مرحلة تخطي “شفير الهاوية”، الى الانزلاق الكارثي في الوضع الاستشفائي، فأصبحنا لا نبكي فقدان الأسرّة في المستشفيات خلافاً لمراحل المتحورات الأولى من الكورونا، بل نبكي ثمن علبة دواء المسكن. فهل نحن بمنأى عن خطر أوميكرون، وكيف نحمي أنفسنا من سلالة تحمل عددا كبيرا من الطفرات التي لم تظهر في أي من متحورات أخرى من الفيروس؟
بالأمس، قال العالم سيخوليلي مويو، الذي اكتشف سلالة أوميكرون، إن السرعة التي تطور بها النمط غير المعتاد من الطفرات للمتحور الجديد هي مصدر قلق. سبق ذلك تصريح لكبيرة علماء منظمة الصحة العالمية سمية سواميناثن أكدت فيه أنّ السلالة الجديدة أوميكرون شديدة العدوى، “لكن يجب ألا يشعر الناس بالذعر بسببها”، وبأنّ لا وفيات سُجلت حتى تاريخه بالطفرة الجديدة التي يُرجح أن يكون أصلها من جنوب افريقيا.
تطمينات منظمة الصحة العالمية على الرغم من الضبابية في المواقف، تبعها تأكيد بأنّ اللقاحات في الوقت الحالي تظل فعالة في الحماية من الإصابات الأكثر خطورة، “لكن الحصول على صورة أكثر دقة للتأثير المحتمل لأوميكرون سيستغرق عدة أسابيع”، أي أنّ المسألة لا تزال تحتاج الى مزيد من الوقت للتأكد من الشكل النهائي لما ينتظرنا. وعليه، لكل منّا دور في أن يتصرف وكأن العدوى قد تصيبه ويصيب هو الاخرين، فماذا عن لبنان؟
قبل أيام خرج وزير الصحة العامة الدكتور فراس الابيض ليشير في حديث تلفزيوني الى أن نسبة إشغال الأسرّة في المستشفيات تراجعت بنسبة 40%، واصفاً الواقع بـ”الكارثي”، وقال: “إن هذه النسبة تعني أن هناك مرضى يحتاجون للطبابة ولم يعودوا قادرين على دخول المستشفى”، وكان سبق ذلك تأكيد للابيض بأنّه لا وجود لأوميكرون في لبنان. ولكننا لسنأ بمنأى، ولا يمتلك المواطن اليوم ثمناً لاستشفائه في حال المرض.
أوميكرون مقابل دلتا!
يجيب الطبيب المتخصّص بأمراض الكلى والضغط نضال المولى، عن هواجس ما يتردد في الاذهان تجاه المتحور الجديد، مشيراً في حديث لـ”لبنان 24” الى أنّ عمر أوميكرون لا يتخطى الـ20 يوماً، وبأنّ ضبابية المعلومات المتوفرة من منظمة الصحة العالمية تجعلنا في حالة قلق، ولكن يمكن النظر الى ذلك من منظار إيجابي. بحسب المولى: “حالة القلق تلك تعني انّنا يجب ان نكون في مواجهة استباقية على مستوى العالم لخطر أي متحور جديد، على الرغم من تأكيد المنظمة لاحقاً بانّ السلالة الجديدة ليست بالخطورة المتوقعة، وهو أقل سرعة وانتشاراً مقارنة بمتحور دلتا الذي أرهق العالم”. البداية مطمئنة الى حد ما على المستوى العالمي، أمّا في ما يتعلق بالعوارض المستجدة، فبحسب المولى: “تابعنا دراسات وتقارير عالمية، وفي إحدى الدراسات أشارت مجموعة من الأطباء الى أنّ لدى بعض الحالات التي تمت معالجتها وتعاني من اوميكرون، لوحظت عوارض غير مشابهة على الاطلاق لكورونا في شكله الاولي، ولكن مع التأكيد أنّ تلك الحالات لم تصل الى الوفاة كما لم تستدع أي أجهزة تنفس طبية”. وبحسب منظمة الصحة العالمية فإنّ عوارض أوميكرون لا تتعدى التعب الشديد وآلام في العظام وسعال جاف وحكة بالحلق مع حرارة معتدلة، وبأنّ العوارض “خفيفة ومعتدلة”. احتمالات سلبية
فهل من احتمال أن يصل المتحور الجديد الى لبنان، يجيب المولى وهو من أوائل الاطباء الذين إنتدبوا الى المطار في بداية الجائحة، الى أنّ لبنان كأي دولة أخرى أبوابها مشرعة الى الخارج والمطار مفتوح، فحتماً يمكن أن يصل أوميكرون الينا. يتخوف المولى من العودة الى سيناريو مشابه لبداية الـ2021 عندما ارتفعت اعداد الإصابات بشكل جنوني بكورونا وكذلك اعداد الوفيات، “طبعا هناك احتمال كبير وخصوصاً في هذا الشهر الأخير من السنة في موسم الأعياد والاختلاط، وكذلك مع تزايد حالات الرشح حيث تنقص المناعة لدى الجسم ويكون الشخص معرضاً لخطر الإصابة اكثر من أي وقت اخر بالفيروس، وطبعاً امامنا احتمالات سلبية كثيرة”. يستبعد المعنيون خيار الاقفال لدرء خطر المتحورات الجديدة، فالوضع الاقتصادي فعلياً لا يحتمل، وينسحب ذلك ايضاً على مستوى العالم، وبحسب المولى: “هناك تضارب بموضوع الاقفال عالمياً وفي لبنان الخيار مستبعد جدا، لذا يجب ان يكون الحديث عن التشدد في الإجراءات الوقائية على كل المستويات، وذلك ما لم نشهده في لبنان في عز كورونا، طالما هناك استنسابية في الإجراءات، وبالتالي خيارنا الوحيد هو اللقاح والتباعد الاجتماعي وعدم الاختلاط وارتداء الكمامة، ببساطة لا نملك سوى ذلك لنحمي انفسنا ومن نحب”. المناعة ضد أوميكرون
ويبقى الأساس، فكرة لا يمكن تجاهلها، وهي تعزيز مناعة الجسم ضد الامراض بشكل عام، وكورونا خصوصاً، بشكل حتى لو أُصيب الفرد بالفيروس الا انّ جسمه يبقى في حالة مقاومة تقيه شر الدخول الى المستشفى والعوارض الخطيرة. وبحسب المولى فإنّه من خصائص أوميكرون انه يلعب دوراً سلبياً في الاجسام الضعيفة المناعة، من هنا “يتوجب لزاماً تلقي اللقاح لانه يحمي من كورونا بشكل عام، على أن يحافظ الأشخاص الذين أخذوا اللقاح على إجراءات التباعد وارتداء الكمامة. ولأنّه في موسم الانفلونزا العادية، فإنّ انتشار كورونا يصبح مضاعفاً، فبالتالي يجب العمل على تعزيز المناعة حتى لو كان ذلك في المنزل من خلال وصفات منزلية ووصفات بالأعشاب يمكن التداوي بها بعد الارتفاع الجنوني بأسعار الدواء”. خل التفاح والعسل
ينصح المولى المواطنين بتناول المكملات الغذائية الموجودة في كل منزل لتعزيز المناعة، واهمها استخدام خل التفاح ووضعه اما مع الطعام او تناوله مع نصف ملعقة من العسل، وكذلك يمكن اعتماد خل التفاح مع الثوم، لما لهذه الوصفة من أهمية صحية وعلاجية كبيرة. كما ينصح المولى بشرب الكثير من السوائل وخصوصاً اليانسون والنعنع والكمون.