رغم مصاعب الحياة التي تواجه اللبنانيين اليوم، إلا أن رجلًا مسنًّا قرر التمسك بالفرح، وإثبات أن العمر مجرد رقم، بإقدامه على “مغامرة خطيرة” ومثيرة للإعجاب في نقس الوقت.
وقرر اللبناني نقولا إميل فرح، صاحب الـ87 عامًا، التحليق من بلدة غوسطا في أعالي جبال كسروان في محافظة جبل لبنان إلى مدينة جونية الساحلية، ليكون أول شخص في الشرق الأوسط في فئته العمرية يقوم بذلك من خلال مظلّة.
وعبر ابن مدينة صيدا جنوبي لبنان، لـموقع سكاي نيوز عربية عن سعادته بالتجربة، فقال: “كانت دقائق لا تنسى، صليت خلالها وغنيت للبنان وللحياة، لا كلمات يمكنها التعبير عن فرحي وأنا أعانق السماء”.وأضاف: “ليس أروع من أن يُسعِد الإنسان نفسه، وأن يسترق لحظات الفرح كلما سمحت له الفرصة”.
لا يعرف المستحيل
وكان تاجر التحف الشهير في جونية، نقولا فرح، قد قرر أن يحلق عاليا في شهر أكتوبر الماضي، وأن يعانق السماء، ليخط اسمه بين المغامرين الذين لا يعترفون المستحيل.
بدأت القصة حين طلب فرح من ابنه رودي، بعد أن تغلّب عليه في مباراة بلعبة كرة الطاولة، أن يُسجّل اسمه في أحد النوادي المتخصّصة بالتحليق بـ”البارابانت” و حُدّد يوم المغامرة، خاصة وأنه يفتخر بحبّه لمختلف أنواع الرياضة منذ شبابه.بعدها بدأت استشارات الأطباء، خصوصا أطباء القلب والضغط، وبعد التواصل مع رئيس نادي الطيران الشراعي اللبناني “ترميك” رجا سعادة، صديق العائلة، تم اتخاذ القرار وقام بالتحليق في سماء لبنان.وقال رودي الإبن لموقع سكاي نيوز عربية: ” كان والدي لاعبا بارزا في رياضة كرة السلّة من الطراز الرفيع في فترة شبابه، وما زال حتّى يومنا هذا يُمارس هواية المشي يوميًّا، فضلًا عن اهتمامه الشخصي بحديقة منزله ورفضه مساعدة أيّ عامل، إذ إنها بمثابة “رياضة ونشاط أحبّ القيام به ويمنحني المزيد من القوة”وأضاف الشاب: “بعد هذا النجاح وبعد أن غنى والدي وصلى في سماء لبنان بدأت جديًّا أفكر بمسألة ادخال اسمه في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وقد بدأت بالترتيبات اللازمة وما شجعني على ذلك أن فريقا من مدرسة شراع فرنسية زار لبنان وكرم والدي حين وصلهم الخبر كأول معمر في الشرق الأوسط يحلق فرحًا بالشراع فوق جبال وبحر لبنان”.