كتبت فانيسا مرعي في الأخبار:
من متحوّر إلى آخر، يواصل فيروس كورونا إثارة القلق في البلاد التي تفقد، يوماً بعد آخر، فرصتها للسيطرة عليه. وفي وقت تسجّل فيه الإصابات تصاعداً، يحلّ «أوميكرون» منذراً بمرحلة جديدة من «التعايش» مع الفيروس. مرحلة لن تكون على الأرجح طبيعية مع اقتراب عطلة العيدَين، على ما يقول المعنيون بمتابعة أحوال الفيروس.
في الأرقام، لا اطمئنان إلى ما يمكن أن يسجّله عدّاد الإصابات مع المتحور الجديد (أوميكرون) وما هو موجود أصلاً (دلتا)، غير أن ذلك الخوف لا ينسحب بكليّته على التوقعات من أوميكرون، حيث لا يزال «التفاؤل» يحكم. وفي هذا السياق، وإن كانت منظمة الصحة العالمية لا تزال تدرس التقارير التي تردها عن حالات الإصابة به في البلدان التي وصل إليها، ولا تملك حتى الآن معلومات واضحة بشأن مدى فتكه أو تسببه بمضاعفات إضافية، إلا أن «نتائج الأبحاث الأولية بشأن مدى فعالية اللقاحات مطمئنة».
من جهة أخرى، ترى مديرة البرامج في منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتورة أليسار راضي أن «نسبة التلقيح في لبنان مقارنة مع البلدان المجاورة لا بأس بها»، لكن «إذا تبيّن أن أوميكرون أكثر فتكاً وينتقل بسرعة أكبر، فذلك لن يكون مطمئناً بالنسبة إلى لبنان، ولا سيما أن قسماً كبيراً من اللبنانيين لا يزال غير محصّن».
ويشدّد الدكتور فادي عبد الساتر، الباحث في العلوم البيولوجية والمسؤول في مختبر «كوفيد» في الجامعة اللبنانية، على ضرورة التعامل بجدية مطلقة مع متحور أوميكرون، كاشفاً أن نسبة النتائج الإيجابية للفحوصات التي تعود إلى الملقّحين الوافدين عبر المطار كبيرة تراوح بين 60% و70%، وهذا ما يشير إلى أنه حتّى الملقّحون يمكن أن يتسبّبوا بنقل العدوى لمخالطيهم في حال إصابتهم بالفيروس. لذلك، يدعو إلى عدم الاستخفاف بخطورة وصول المتحور إلى لبنان، وخصوصاً أنه يتمايز عن غيره باحتوائه على عدد أكبر من الطفرات، «وهو الأمر الذي لم يكن موجوداً في المتحورات السابقة». ويشرح في الوقت نفسه وجود «طفرات مشتركة بين المتحورات أي بين أوميكرون ودلتا وألفا وبيتا وغاما، وهو ما يفسر قدرة الأول على التهرّب النسبي من جهاز المناعة».
المصدر:
الأخبار