ماذا يعني أن يصف قاضٍ برتبة وزير زميلاً له في القضاء العدلي ب “سبع البورمبو”؟ ما هو أصل هذه العبارة الشعبية التي تُستخدم عادة في معرض السخرية عندما يدّعي شخص ما أنه شجاع وهو ليس كذلك أو تُستخدم من باب التقليل من هيبة مدّعي الشجاعة؟ والأهم لماذا لجأ وزير الثقافة القاضي وسام مرتضى الى هذه العبارة المصرية لتوصيف أداء زميله المحقق العدلي في إنفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار “هوي ومعلمه” كما قال مرتضى، والمقصود بمعلمه رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود؟
قبل مدة قصيرة، إستخدم رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب هذه العبارة في تغريدة خاطب فيها رئيس الحكومة السابق حسان دياب عندما سأله “وين سبع البورمبو وزير داخليتك، في إشارة الى وزير الداخلية والبلديات السابق العميد محمد فهمي، وذلك في معرض حديث وهاب عن ارتفاع الأسعار وإحتكار التجار ومجمل تقاصيل الأزمة الإقتصادية المأزومة التي تمرّ بها البلاد.
بالمقابل، سيل الدعاوى ضد المحقق العدلي في “ساحة البرمبة “أي عدلية بيروت جارف، وبانتظاره جولات وصولات ستتمثل بتقديم دفوع شكلية فور تحديد القاضي البيطار، الذي إستأنف عمله أمس في مكتبه في قصر العدل، مواعيد جديدة لاستجواب المدعى عليهم الذين سيلجأون الى كل طرق الطعن القانونية المتاحة لفرملة مسار التحقيق، بعد توقّف قسري دام خمسة أسابيع، مع إتجاه لتقديم نوعية جديدة من الدعاوى لم يُفصح أحد من وكلاء المدّعى عليهم عن أية تفاصيل تتعلق بها، في الوقت الذي يتحضّر فيه المحقق العدلي، الذي إطلع على صور الأقمار الصناعية الروسية، لإعداد الخطة ألف تليها الخطة باء، بدءاً من خلاصة صور الأقمار، مروراً بتحديد مواعيد للتحقيق مع القيادات العسكرية المدعى عليها، وصولاً الى تحديد جلسات استجواب السياسيين المتمسّكين بحبل نجاة دستوري هو المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، في الوقت الذي دعت فيه اللجنة التأسيسية لأهالي شهداء وجرحى ومتضرري إنفجار المرفأ(فرع حطيط) لرفع دعوى ردّ بحق القاضي البيطار ” لتسببه بتأخير التحقيق، بسبب الإستنسابية التي يتّبعها بإستدعاء البعض وغضّ النظر عن البعض الآخر، ما تسبب بكل تلك المهزلة التي شهدناها خلال المدة الماضية، أمام محكمة التمييز عند الساعة العاشرة من صباح اليوم” حسب ما ورد في نص الدعوة الموجّهة من قبل اللجنة.
فاتنا أن نذكر أن البرمبة هي تحريف لكلمة “البرمبل” التي هي قرية مصرية في محافظة الجيزة يُعرف عن أهلها الشجاعة والإقدام، بحيث بات يُقال عن كل شخص شجاع ومقدام بأنه أسد قرية البرمبل…اللهم هَب عدليتنا أسوداً شبيهين بأهل هذه القرية…أنتَ سميع مجيب.
