مؤتمر مصري – فرنسي من اجل لبنان بعد الانتخابات.. والعودة السعودية تنتظر

10 ديسمبر 2021آخر تحديث :
مؤتمر مصري – فرنسي من اجل لبنان بعد الانتخابات.. والعودة السعودية تنتظر

لا شك أن جولة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخليجية ركزت على التعاون الفرنسي – الخليجي في الجانب التجاري والاقتصادي والمصلحة المشتركة بين باريس ودول المنطقة فضلا عن الجانب العسكري الأمني المتصل بصفقات بيع أسلحة وطائرات حربية مثل الرافال، بيد ان مصادر فرنسية تشير لـ” لبنان24″ الى ان هذا الشق من المحادثات في السعودية لم يكن على قدر المتوقع، على عكس مباحثات ماكرون في الامارات والتي كانت إيجابية ومثمرة ويبنى عليها في شق العسكري والامني، فالإمارات ستكون  أول دولة تشغل نسخة حديثة من طائرات رافال خارج فرنسا.

قبل أن يحط ماكرون في الرياض كان يدرك، وفق المصادر، ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لن يعطيه كثيرا في السياسية، رغم أنه قدم تنازلات في زيارته المملكة فهو أول رئيس غربي يزور بن سلمان منذ مقتل الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي في تركيا ليحصل في المقابل على وعود تتصل بملف لبنان الذي يشكل، كما العراق، الورقة الأهم لفرنسا في الشرق الاوسط فضلا عن اهتمامه ودعمه لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي تراهن عليه باريس وتسعى الى قطع الطريق على من يحاول افشال حكومته من خلال العمل على كسر الحصار عنها.

ما إن عاد ماكرون إلى باريس، حتى بدأ ولي العهد السعودي جولة لدول مجلس التعاون الخليجي استهلها من سلطنة عمان فالامارات وقطر فالبحرين والكويت والتي تأتي قبيل قمة دول مجلس التعاون التي تحتضنها الرياض منتصف الشهر الجاري، وبالتوازي مع سياسة خليجية جديدة تجاه الجمهورية الإسلامية تتمثل بانفتاح إماراتي وكويتي وقطري على تحسين العلاقات معها ربطا بسلطنة عمان التي تربطها بايران علاقات جيدة. وهذا يعني وفق المصادر نفسها ان الرياض تعيش حصارا غربيا واميركيا على وجه الخصوص من جراء سياستها في المنطقة(اليمن ) على عكس الامارات التي خرجت من حرب اليمن على وقع التحولات الدولية الاقليمية وذهبت الى فتح صفحة جديدة من العلاقات مع ايران. 
في خضم كل ذلك، فإن الترقب سيد الموقف لانعكاس هذه التحولات والجولات الفرنسية والخليجية – الاقليمية على لبنان، علما ان وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان سوف يقوم بجولة في الخليج بين منتصف كانون الثاني واوائل شباط  استكمالا ومتابعة لزيارة ماكرون ومساعيه لحل الازمة اللبنانية، مع تأكيد المصادر نفسها ان  هذه الزيارة قد تشكل خطوة متقدمة تجاه لبنان لا سيما وان المعلومات الواردة تشير الى ان دول الخليج تتجه الى التخفيف من حدة ضغوطها على لبنان في حين ان العلاقات اللبنانية – السعودية من المبكر الحديث عن عودتها وان كان اتصال بن سلمان بميقاتي قد فتح كوة وكسر الجليد. فالرياض لن تعود الى لبنان الا بعد استقراره الذي يخولها استرجاع دورها فيه مع تأكيد المصادر نفسها ان ملف سوريا ولبنان مترابطان ومن الطبيعي ان تنعكس المفاوضات الأميركية – الروسية – الإيرانية – التركية  حول الملف السوري على لبنان، خاصة وأن أي تفاهم سياسي حيال سوريا سيستتبع بدخول سعودي على خط  تمويل اعادة الاعمار في سوريا والذي من شأنه ان يعيد دورها السياسي في لبنان. وهنا تقول المصادر إن قطر لا يمكنها ان تلعب دور الوسيط بين لبنان والسعودية كما يظن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون فهي لن تغضب المملكة مهما اختلفت مقاربتهما للازمة اللبنانية  ناهيك عن انها ملتزمة ايضا مع الحلف التركي.

أمام كل ذلك، تتطلع المصادر الفرنسية الى دور كبير لمصر في لبنان في المرحلة المقبلة. وزيارة ميقاتي الى مصر ولقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي هي تأكيد على أهمية الدور المصري في الأزمة اللبنانية سياسياً واقتصادياً، ويأتي ذلك بالتوازي مع ابداء الرئيس المصري اهتمامه بالحكومة اللبنانية ودعمه لرئيسها على ما يقوم به على المستوى الاقتصادي، واعطائه توجيهاته إلى الوزارات المختصة للاهتمام بكل مطالب لبنان بخاصة تعزيز التعاون في مجال تصدير الغاز، والربط الكهربائي بين مصر ولبنان وتلبيتها وفق الإمكانيات المتاحة. 
ووفق المصادر نفسها فإن المشاورات مستمرة بين باريس والقاهرة لعقد مؤتمر من اجل لبنان بعد الانتخابات النيابية، لأن المطلوب نظام سياسي جديد، خاصة وان المسؤولين الفرنسيين والمصريين مقتنعون بأن إيجاد حلول جذرية لانقاذ لبنان يستدعي اسقاط منظومة الفساد والفاسدين، وهذا يعني وفق المصادر الفرنسية أن الرئيس الجديد للبنان سيكون جزءا من عملية الانتقال، قائلة هناك رفض دولي وغربي وحتى سوري للتمديد للرئيس عون.
وعليه يمكن القول وفق المصادر أن لا أفق لحل الأزمة الاقتصادية والسياسية في لبنان قبل نهاية العهد. وأموال صندوق النقد سوف تنتظر أيضا نهاية ولاية الرئيس عون. وبالانتظار فإن المساعدات الغربية والعربية للجيش والقوى الامنية سوف تستمر، كذلك سيجري العمل على توفير الاموال للبطاقة التمويلية على قاعدة الاستمرار باعطاء لبنان الأوكسجين لكي لا يسقط.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.