هذا هو سقف المعركة ضد “حزب الله”!

12 ديسمبر 2021
هذا هو سقف المعركة ضد “حزب الله”!

حتى اليوم لم يظُهر اي فريق سياسي او ايّ من مجموعات المجتمع مدني او اي شخصيات وازنة جدية يعول عليها في خوض معركة حقيقية في الشارع الشيعي خلال الانتخابات النيابية المقبلة، اذ لا تزال  مناطق نفوذ حزب الله خالية من اي نشاط انتخابي بإستثناء ما بدأ به “الثنائي الشيعي”.

بعد حراك ١٧ تشرين، برزت عدة استطلاعات للرأي تتحدث عن ان الخسارة الشعبية طالت بيئة الحزب، وان شعبته تراجعت نسبيا وان كان هذا التراجع محدودا، لكنه “تراجع يبنى عليه” من اجل زيادة الشرخ بين حارة حريك والجمهور الشيعي.
 
هذه النتائج تبدلت في المرحلة الماضية اذ باتت الاستطلات توحي بتراجع محدود جدا للثنائي الشيعي من دون حسم ما اذا كان هذا التراجع من حصة حزب الله او حصة حركة امل، ما يعني انه خلال الاشهر الماضية استطاع الحزب ترميم واقعه الشعبي الى حد ما…
 
بات اليوم من المسلم به، ان لا معارك جدية تطال اي مقعد شيعي على كامل الاراضي اللبنانية، ولعل المعركة الحقيقية التي سيسعى خصوم “حزب الله” الى خوضها لم تعد حتى تحقيق “رقم” للوائح التي تواجهه، بل تحقيق ادنى نسبة مشاركة شيعية في الانتخابات، للقول ان الانكفاء الشعبي لدى الطائفة الشيعية هو بحد ذاته رفض للحزب.
 
من هنا بات سقف المعركة ضد الحزب انتخابيا هو خفض نسبة الاقتراع لدى الشيعة، الامر الذي سيكون لديه تأثيرات عملية وليس فقط معنوية، اذ ان الدوائر المشتركة التي يسعى الحزب الى دعم حلفائه فيها ستشهد تراجعا حقيقيا لحلفاء الحزب بسبب ضعف الصوت الشيعي.
 
ويمكن اعتبار ان الدوائر المختلطة، هي دوائر مصيرية في الانتخابات النيابية المقبلة، مثل زحلة وبعبدا والشوف وعاليه وحتى بيروت الثانية، وبدرجة اقل جبيل ودائرة الشمال المسيحية، لذلك فإن تراجع نسبة التصويت الشيعية ستربك الحزب وستكون احدى وسائل هزيمته انتخابيا.
 
يعمل خصوم “حزب الله” على محاصرته قدر الامكان في السياسة وداخل الساحات الطائفية وفي الشارع الشيعي، من دون ان تكون النتيجة مضمونة حتى اليوم، وهذا ما يمكن معرفة مؤشراته بعد صدور نتائج انتخابات برلمان العام ٢٠٢٢..