لا يكاد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ينهي مشكلة ويلملم ذيولها حتى تُفتح في وجهه مشكلة اخرى، وكأن المطلوب من قبل البعض تدمير ما تبقى من مقومات صمود وحياة في هذا البلد ، ودفع الامور نحو الخراب الكامل.
فما أنْ وضع رئيس الحكومة، بدعم فرنسي مباشر، اطار الحل للازمة مع المملكة العربية السعودية، حتى أطلت بوادر ازمة مع البحرين على خلفية تحرك لمن يسمون” المعارضة البحرينية”في بيروت، في حين تبقى ازمة مقاطعة جلسات مجلس الوزراء قائمة على وقع الشروط المتصاعدة ل” الثنائي الشيعي”، بما يوحي أن فريقا من اللبنانيين أخذ البلد رهينة ويتصرف حيال كل الاحداث وفق هدا المنطق.
في المقابل ثمة من يعمل من الحلقة الضيقة المحيطة برئيس الجمهورية ميشال عون على بث الشقاق بين رئيسي الجمهورية والحكومة، تارة تحت شعار الصلاحيات والواجبات وتارة من باب المزيدات السياسية المعروفة بشأن انعقاد مجلس الوزراء، وطورا من باب تسريبات اعلامية سخيفة تشبه مطلقيها، وصولا الى” سابقة غير اخلاقية” تمثلت في تسريب معلومات رسمية عن الاجتماع الاخير للرئيسين من دون استئذان الطرف المعني، اي رئيس الحكومة، علما ان الاخير امتنع عن التصريح بعد الاجتماع ، في اطار استمرار مساعيه لتهدئة الاوضاع والوصول الى حل.
وعلى خط ” أهل البيت”، وفيما أعطى البيان الاخير الصادر عن دار الفتوى السبت الفائت دفعا جديدا لمهمة رئيس الحكومة، يبدو واضحا”ضيق صدر” بعض من يفترض ان يكونوا من اوائل الداعمين لرئيس الحكومة وتعمّدهم ، إما اطلاق تصريحات انفعالية طاولت بشظاياها المملكة العربية السعودية وفرنسا، او كتابة مقالات موجهة لا أساس مهنيا لها ، بهدف التشكيك ليس الا. في هذا الجو ” المسموم” يصبح طرح السؤال مشروعا:ماذا لو قرر رئيس الحكومة أن يخرج عن صمته ويكشف المستور؟ وماذا لو قرر مصارحة اللبنانيين بشكل تام بكل الحقائق والوقائع ووضع النقاط على الحروف؟وأبعد من ذلك ، ماذا لو قرر ان يقول ” كفى”؟ هل يتحمل وضع البلد خطوة من هذا النوع؟ وكيف سيواجه ” المتعجرفون والمزايدون والوصوليون والمتسعدنون والمتذاكون” الناس، اذا حصل ما حصل؟
نصيحة للجميع: إرحموا الوطن وشعبه واتركوا رئيس الحكومة يفكفك عقدا انتم افتعلتموها ، ويعمل هو ، بحس وطني وضمير حي ، على فكفكتها ومعالجة ذيولها وتداعياتها.
راجعوا حساباتكم سريعا، لان الظلم لا يتحمّله عاقل، فاتعظوا ، ولكم في تجاربكم السابقة مع الرجل خير دليل.