عملية سرقة ورصاصات تهزّ قصقص.. كواليس تحقيقات أمنية تكشف المتورّط

13 ديسمبر 2021
عملية سرقة ورصاصات تهزّ قصقص.. كواليس تحقيقات أمنية تكشف المتورّط

كتب المحرر القضائي:
 
 

بتاريخ 25 آب الماضي عند الساعة التاسعة ليلاً، أوقفت دورية من مكتب إستقصاء بيروت المتّهم جابر.ح (سوري) في محلة قصقص، لإقدامه على سرقة درابزين جسر المشاة، حسب ما أفاد عناصر الدورية الذين سلّموه الى فصيلة طريق الجديدة للتحقيق معه، بعد أن ضبطوا بحوزته مقص حديد وبانسه وسكين وثلاثة قساطل حديد بطول متر ونصف المتر.
 
وفي سياق التحقيق الأولي، أدلى جابر أنه أثناء تواجده على جسر المشاة الحديدي في محلة قصقص، وبينما كان يشرب الشاي، قام بقص قساطل الحديد بواسطة المقص الذي كان بحوزته بغية بيعها كي يقوم بتأمين المال لمصروفه الشخصي، وفي هذا الوقت حضر شبان من المحلة وقاموا بضربه بعد أن ظنّوا أنه يقوم بتمزيق صورة الرئيس الشهيد رفيق الحريري التي كانت فوق الجسر من الجهة الخارجية والتي وقعت عنه خلال قيامه بقص الحديد.
 
ولدى التوسّع بالتحقيق معه أمام مفرزة بيروت القضائية، أدلى أنه بالتاريخ المذكور وبينما كان يقوم بالبحث عن عمل في محلة طريق الجديدة سيراً على الأقدام، ولدى وصوله الى محلة قصقص، صعد فوق جسر المشاة بغية الإستراحة وشرب الشاي، وأثناء صعوده وضع يده على قسطل الدرابزين فسقط القسطل على الطريق العام، ومن ثم وضع يده على قسطل الدرابزين للجهة المقابلة فوقع أيضاً على الطريق العام، مدلياً أنه لا يعرف كيف وقع القسطل الثالث، وأن القساطل لم تكن مثبتة جيداً لدى وضع يده عليها، وأن الأدوات المضبوطة بحوزته تبقى معه بشكل دائم كونها “عدة الشغل”، ولم يستعملها لقص أو فكّ أي من قساطل الجسر، مضيفاً أنه لا يعرف سبب إعترافه أمام الفصيلة بسرقة القساطل، علماً بأنه لم يكن ينوي السرقة.
 
وفي سياق التحقيق الإستنطاقي، أنكر ما أُسند اليه، مدلياً بأن أقواله الأولية أمام الفصيلة جاءت تحت تأثير الضرب، وأن لا تفسير لديه عن سبب سقوط القساطل العائدة لدرابزين المشاة، وأضاف أنه وجد المقص والبانسه المضبوطتين في حاوية للنفايات وأبقاهما بحوزته لعدم وجود مسكن له.
 
وفي سياق التحقيق التمهيدي، عاد المتّهم وأنكر ما أُسند اليه، مدلياً بأن رب عمله طرده فأخذ حاجياته داخل الكيس حيث صودف وجود بانسه بداخله، وأنه أثناء عبوره على جسر المشاة صودف وجود شخصين كانا يتعاركان ثم فرّا من المكان، فاقترب منه عناصر من دورية أمنية وتم إطلاق رصاصتين باتجاهه فسقطت صورة الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
 
وفي المُحاكمة العلنية، أنكر ما نُسب اليه، مدلياً بأنه لم يقم بقص أي قطعة حديدية من الدرابزين على الجسر، وقد شاهد قطعاً منه منزوعة من مكانها وبعضها محطم، وهاجمه عدد من الأشخاص كانوا يحملون أسلحة وتعرضوا له بالضرب فأغمي عليه، منكراً قيامه بأي سرقة في سياق التحقيق الأولي، علماً أنه لم يكن بكامل وعيه ولا يذكر أنه اعترف بأي سرقة، ثم أدلى بأنه اعترف بارتكاب السرقة خوفاً من التعرّض للضرب، مضيفاً أنه تم ضبط بانسه فقط بحوزته.
 
هيئة محكمة الجنايات في بيروت حكمت بالإجماع بتجريم المتّهم جابر.ح بالجناية المنصوص عنها في المادة 638/ عقوبات، وإنزال عقوبة الأشغال الشاقة بحقه مدة ثلاث سنوات، واستبدالها تخفيفاً بالحبس مدة سنة على أن تُحتسب له مدة توقيفه الإحتياطي، ومصادرة الأدوات المضبوطة أصولاً.